هوية الاقتصاد الاسلامى الانسانية

كلمة اليوم
لكل انسان هوية تحمل اسمه وتحدد انتماءه وملامحه والعلامات المميزة له , وهذا امر ضرورى للتعريف بصاحب الهوية , وكل فكر له هوية وله ملامح مستمدة من ثوابته واساليبه وغاياته , وكل اقتصاد يحتاج الى هوية فالاقتصاد الراسمالى يقوم على اسس , والاقتصاد الاشتراكى له ثوابت فى تكوينه ومقاصده وما يريد تحقيقه , وكل فكر لاهوية له فلايمكن الوثوق به وكل هوية لا تعبر عن صاحبها فلايمكن الوثوق بها الا بمطابقة الاوصاف لصاحبها , فاذا لم يلتزم النظام الاقتصادى بما تعهد به فلا اهمية له ولا ثقة فيه ..
والاقتصاد الاسلامى يحمل هوية ويعبر عن انتماء الى منظومة متكاملة من الاسس والثوابت والمقاصد , فمن حمل هوية الاسلام فلابد الا ان نجد ملامح الاسلام فىه , واي نظام يحمل اسم الاسلام ولا يلتزم بالثوابت الاسلامىة فلا صحة لانتمائه ولو حمل اسم الاسلام ….
واهم ثوابت الاسلام فى النظام الاقتصادى ان يكون انساني النزعة لا استغلال فيه ولا احتكار ولا اضرار والايعبرعن سيطرة المال على المستضعفين والا يسهم فى تمركز الاموال بيد الاغنياء دون الفقراء والاقوياء دون الضعفاء , وان يحترم الثوابت الاسلامية فى كيفية الاستثمار فلا يكون هذا الاستثمار ظالما ولا عابثا بمصالح المستضعفين, ولا يكرس التمييز بين الطبقات الاجتماعية , وان يلتزم هذا الاقتصاد بالثوابت الاسلامية فى شرعية اساليب الاستثمار لئلا ياكل القوي مال الضعيف بالباطل مستغلا ضعفه وجهله وقلة حيلته , ما احوج صغار المدخرين لحماية الدين لهم من سلطان الاقوياء وبطشهم ونهمهم الى الكسب السريع بكل الاساليب التى لا يقرها الاسلام كالاحتكار والمنافسة غير المتكافئة بين التجار واهل الصناعة , والمضاربات فى البورصات وهي المذابح التى يتم فيها استغلال جهل المغفلين بشؤون المضاربات غير المدركة والتى تتم فيها سرقة اموال صغار المدخرين بطريقة ظالمة وقاسية , ما اقسى ما تفعله البورصات العالمية من استنزاف لاموال صغار المدخرين الذين يدفعهم توهم الربح الى شراء الاسهم فى البورصة ثم يكتشفون ان الاسعار قد انهارت وفقدوا كل شيء..
لا يمكن الوثوق باقتصاد اذا لم تكن الرقابة عليه جادة , سواء كانت الرقابة الشرعية او الرقابة الادارية لحماية المدخرين الصغار الذين لاحول لهم ولا قوة ولاخبرة , والدين يحمى المغفلين والصغار والايتام والفقراء والضعفاء واصحاب الدخول الصغيرة من قبضة الاقوياء من رموز المال من اصحاب الياقات البيضاء من الاثرياء الذين لا يخافون الله فى استغلالهم للضعفاء ولا يمكن السيطرة على تجاوزاتهم الا بالرقابة الجادة والحازمة لحمايتهم من الاستغلال والاحتكار ..
هذا هو الاقتصاد الاسلامى وهذه هويته ان يكون انساني النزعة اخلاقى الاسلوب يريد تحقيق التنمية الحقيقية بتوفير الامن للمواطن لكي يشعر بكرامته وانسانيته ..

( الزيارات : 1٬195 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *