واين حقوق الرجل

في كلّ ما نكتب يتجه اهتمامنا إلى الدفاع عن حقوق المرأة ، ويعتقد الجميع أنَّ المرأة مظلومة ، وأنَّ القوانين تجاهلت حقوقها الإنسانية ، وأعطت للرجل سلطات مطلقة ، وفرضت على المرأة الطاعة والاستسلام ، والرجل سيد مطلق الصلاحية وهو طاغية في بيته ، يأمر وينهى ويطاع ، يطلق زوجته متى شاء ويتزوج ثانية وثالثة متى شاء وينفق كما يريد ويستمتع بالحياة ، فهو صاحب المال والنفوذ والسلطة ، والمجتمع ينحاز له ويتجاهل أخطاءه ويبرر له كلّ ذلك ، أما المرأة فهي مظلومة ومستضعفة ومستذلة ، ومعظم هذا الكلّام صحيح ، وبخاصة في المجتمعات المحافظة والمتخلفة, ويعتقد معظم هؤلاء أنَّ الدين يأمر بذلك ، ويضيق الخناق عليها ، وصدَّقت المرأة ذلك ، وأخذت تصف المجتمع بأنَّه ذكوري ويحكمه الرجل ويضع القوانين التي ترسخ سلطة الرجل في مواجهة المرأة المظلومة المضطهدة..

وبدأت ملامح حقد نوعي بين المرأة والرجل ، وبخاصة لدى بعض النساء المثقفات اللاتي يرفعن شعار تحرير المرأة..

ويجب أن نفرق بين موقف الإسلام والواقع الاجتماعي ، ولانجد في الاحكام الشرعية ما يبرر ويؤكد هذا الاعتقاد ، ولكن هناك ممارسة خاطئة لبعض الحقوق ، وهناك قوة وضعف ، والقوي يفرض قوته على الطرف الضعيف ، وكلّ ظلمٍ يجب أن يُرفَع عن المرأة ، والعودة إلى الدين والاحتكام إليه يمنع من التجاوز… ولكن لا أحد يتكلّم عن حقوق الرجل وحقوق الزوج ، أو ليس من حقنا أن ننصف الرجل أو الزوج ؟ ..وكم من الأزواج يشعرون بالظلم ، فالزوج في نظر المرأة والمجتمع هو المسؤول عن كلّ شيء ، عن العمل والإنفاق ولا أحد يشاركه في حمل الأعباء الشاقَّة ولا أحد يلتمس له العذر في أيِّ تقصير ، والمرأة لا ترحمه ، ومطالب الزواج لا تنتهي ، وتطلع المراْة إلى الأفضل لا يتوقف ولا نجد لدى المرأة ذلك الشعور بالمسؤولية والمشاركة في بناء الحياة الزوجية وتوفير أسباب الاستقرار. ويجب ان يتجه  الاهتمام إلى مشاركة المرأة للرجل في تحمل الأعباء ، فلماذا المبالغة في المهور والمطالب التي ترهق الزوج وتخيفه ؟ ..ويجب أن يُبنَى بيت الزوجية من جهد الزوجين ، وليس هناك ما يمنع المرأة من العمل والمشاركة في الإنفاق, والعمل شرفٌ لكلّ عامل ، والدين يشجع العمل حيث كان ضمن الضوابط الشرعية ، ومشاركة المرأة في الإنفاق واجب أخلاقي واجتماعي ، وهو الذي يقوي مكانة المرأة ، ولا يمكن أن تتحرر المرأة إلا إذا تحررت أولاً من الجهل والأمية والعادات الاجتماعية الفاسدة ، وشاركت بجدية في بناء أسرتها وتعليم أولادها .

( الزيارات : 1٬249 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *