الزواج الناجح واهمية التكافؤ

الزواج النّاجح هو الزواج الذي يتمّ بين طرفين متكافئين في المكانة الاجتماعية ومتقاربين في الثقافة ، وينتميان إلى بيئة اجتماعيّةٍ واحدةٍ ، تؤمن بقيم واحدة ، ومثل هذا الزواج يدوم في الغالب ، ولا تكون الخلافات كبيرة ، ويمكن لكلّ طرف أن يراجع نفسه بسهولة ، ويكتشف أنّ الخلاف يمكن إصلاحه ، ويجد كلّ طرف في الأخر تمامه ، وبخاصة إذا كانت هناك عاطفة تشدّ كلّ منهما إلى الآخر ، ولا دوام لأيّ زواج يخلو من عاطفة حبٍ وألفة تحمي هذه العلاقة الزوجية  ، ولا دوام لزواج بغير عاطفة وألفة ، فما يشدّ الزوجين لبعضهما هو العاطفة والألفة..

وعندما يقع التفاوت بين الزوجين في المكانة الاجتماعية والحالة الماديّة ومستوى الحياة والعوائد المرتبطة بالإنفاق فقلّما تستقيم الحياة إلا إذا رضخ الضعيف للقويِّ وتخلى عن الكثير من حقوقه وكرامته ، والمرأة الأضعف والأقل مكانة يمكن أن تقبل بحياتها الجديدة ، وتتنازل عن الكثير من حقوقها طمعاً في المال والمكانة ، وتفرح بما هي فيه ، ويمكن للحياة الزوجيّة أن تدوم ، لأنَّ الزوج الأقوى يشعر بسلطته وقوته ويمارس دور القوي على المرأة التي ترضي غروره ، ولا ترضي عقله ، ويحبها عطفاً عليها ووفاءً لإخلاصها له ، والزوج المغرور يرضيه هذا, وإذا تزوج الرجل من امرأة أعلى منه مكانة وأكثر منه مالاً ، وأوسع منه ثقافة ، وأرجح منه عقلاً ، وتملك مالا يملك من الذكاء وحسن التدبير ومحبّة الناس فقلما تستقيم الحياة بين الطرفين ، وقلما تستمر ، ويشتد التباعد العاطفي ,وتنظر المرأة إلى هذا الرجل نظرة فوقية متعالية ، وقد تحتقره في داخلها ويقلّ احترامها له ، لأنّها لا ترى فيه الرجولة التي ترجوها ولا القوة التي تعشقها المرأة في الرجال ، والمرأة التي لا تحب زوجها تشعر بقسوة الحياة وكأنّها سجنٌ مظلمٌ ، فإن كانت المرأة عاقلة وذات قيم عالية صبرت واحتسبت أجرها عند الله ، ولا تستمر هذه الزوجية إلا أن يتنازل الرجل عن الكثير من كرامته وأن يكون واسع الصدر وألا يضيق بسلوكيات زوجته المتعالية ، وهذا يجرح الزوج ويشعره بالغضب والمهانة ، وغالباً ما يحدث الانفصال الكلّي أو النفسي ، ويبتعد كلّ منها عن الآخر..

وإذا تزوج الرجل العصامي من امرأة عصامية ، وكان كلّ منهما جاداً وطموحاً ويتحمل المسؤوليّة ويسعى للأفضل ، فإنّهما ينشغلان بالغايات والطموحات ويبنيان مستقبليهما ، ويسعدهما التعب والجهد الذي يحقق طموحهما ، فإن صبرا في تحمل المشاق وقادا العربة بجهدهما نجحا في الوصول وحققا ما يطمحان فيه.

( الزيارات : 1٬172 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *