الله اكبر..النداء الملهم

ليس هناك سلاح أقوى من سلاح الإيمان بالله ، والإيمان يقوي العزيمة ويعطي للتضحية مبرراً ودافعاً وحافزاً ، وعندما تنطلق كلمة الله أكبر في المعارك والمواجهات مع العدو بطريقة جماعية وبأصوات مؤمنة بما تدل عليه من الثقة بالله والاعتماد عليه فلا حدود لآثرها في نفوس المؤمنين والمجاهدين ، وتصغر الحياة ويكبر الهدف ويستعد الإنسان للتضحية بحياته ، وتتراءى أمامه صور مواكب المجاهدين والشهداء على امتداد تاريخ الإسلام ، ولاشيء يوقف هذه المواكب المجاهدة بعد سماعهم نداء الله أكبر صادقة هادرة وأول أثرٍ من آثارها أنّها تثير في نفوس الأعداء الخوف والرهبة وتضعف عزائمهم ، وتنهار إرادتهم ، والخائف من عدوه لا يقوى على الصمود ، وقلّما يحقق نصراً ولو توفرت أسبابه المادية ..

وجيوش العقيدة قلما تنهزم ، فإما النّصر وإما الشهادة ، فلا أحد من هؤلاء يخرج من ميدان المعركة ، وقلّما تنهار إرادته ، وهذا أمر يعرفه أعداء الإسلام ويخشون منه ، ولذلك يحرصون على إضعاف هذا العامل الإيماني في نفوس المحاربين ، ولذلك حرصت الجيوش الصليبية في حروبها الظالمة ضدّ المسلمين في فلسطين والقدس على إثارة هذا الجانب الديني ، وساروا تحت راية الصليب ، واستخدموا كلّ المصطلحات الدينية لإثارة الحماس الديني في نفوس المقاتلين ، ومما حقق لهم النصر واحتلال القدس هو ضعف المسلمين وتفرق كلّمتهم ، وخيانة بعض الحكام لشعوبهم طمعاً في السلطة والمال ، ففرَّطوا في الأمانة وخسروا عروشهم ، وهذا أمرٌ لا يطول , وسرعان ما توقظ الهزيمة الشعوب من غفوتها , ويجب ألا نضيق بالهزيمة , فالهزيمة تحرك النُّفوس وتثير الحميّة والغضب , وتغني الشعوب من الناحية النفسية للدفاع عن كرامتها , وأحياناً تثير اليأس والإحباط لدى الشعوب الضعيفة والتي تربَّت على قيم العبودية واعتادت حياة الترف والترهل والتعلق بالحياة والخوف من التضحيات , وهذا أمرٌ واقع , إلا أنَّ شعوبنا المشبعة بروح الإسلام وبعقيدة الجهاد أكثر استعداداً للتضحية , وأكثر رفضاً للاستسلام , فالإسلام يدعو إلى السلام وليس إلى الاستسلام , ويفرض الجهاد لمقاومة العدوان , ولا يقبل التفريط بأيِّ حق من الحقوق فلا تسامح مع المعتدين ولا سلام مع قوى العدوان , ولا مفاوضات مع الاحتلال , والمقاومة شرفٌ وطنيٌ وواجبٌ دينيٌ , والمقاوم هو المواطن الحق وهو المؤتمن , ومن رفع شعار الاستسلام فهو خائن لوطنه ..

ويخشى عدونا من الإسلام الحق المقاوم المجاهد أكثر مما يخاف من سلاحنا , ويخشى من المواطن المسلم المؤمن بقيم الحريّة والذي يعيش في الأحياء الفقيرة أكثر مما يخشى من الحكام والطبقات المترفة الغافلة المترهلة , فهؤلاء لا يقاتلون ولا يضحون ..

ارفعوا شعار الله أكبر في كلّ مكان , فهو السلاح الذي يخيف عدونا ويمنع عدوانه , وإذا تخلف الحكماء والعقلاء عن رفع شعار الحرية والمقاومة فسوف تختار الشعوب قيادات جاهلة ومتطرفة وذات خيارات خاطئة ..

 

( الزيارات : 713 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *