حكمة اليوم
يتميز الانسان بقوة تميزه عن كل المخلوقات الاخرى وهي القوة التى تمكنه من حسن الفهم والتمييز بين الاشياء والشوق الى المعرفة عن طريق الاستزادة من العلوم والمعارف , وهذه القوة لست واحدة لدى كل الناس , فهناك من يكون استعداده لذلك اكبر وشوقه الى المعرفة اوضح , وهذه هي القوة التى توصل صاحبها الى الحكمة .ز
وهناك عاملان يسهمان في تكوين هذا الاستعداد :
الاول هو الاستعداد الذاتى وهو عطاء من الله تعالى لمن شاء من عباده .ز
والثانى هو التربية والتعليم والتكوين , وهذا امر يقع التفاوت فيه , فهناك من يجد البيئة الملائمة لنمو ذلك الاستعداد , وهناك من يملك الموهبة والاستعداد ولكنه لا يجد التكوين الذي ينمى فيه ذلك , وهذا كثير فى مجتمعات التخلف والجهل حيث تموت الموهبة لان صاحبها لا يملك من يشجعه او يحتضنه , ما اكثر المواهب التى لا تجد تشجيعا من مجتمعها , وهذا من الظلم الاجتماعى ,.ز
والحكمة هي ان تحسن اختيار ما يصدر عنك وينسب اليك , ومن الحكمة الا يسيطر عليك غضبك او انفعالك فيفقدك حسن الاختيار والسداد , الغضب فضيلة فى الانسان وهو كمال فى الانسان اذا احسن استخدامه , ولكن بشرط ان يتحكم فيه ويخضعه لارادته , فلا يفقده الغضب رشده ولا تتحكم فيه اهواؤه , ما اقسى ما يفعله الغضب بصاحبه , انه يفقده هيبته واحترامه فى نظر الاخرين , ولو رأى الغاضب نفسه فى مرآة لاكتشف صورته التى قد تخجله , الغضب جندي مخلص يخدم صاحبه ويؤدى مهمته عندما يتعرض صاحبه لعدوان عليه , انه سلاح يحتاج لمن يحسن استخدامه ,
الحكمة تعلم صاحبها ان يكون اكثر فهما لما يحيط به , فلا يتجاوز ما يجب ان يكون من المواقف , وبهذا يكون التفاضل والتمايز , هناك رياضات تربوية وروحية تسهم فى رقي صاحبها ادبا فى السلوك وخلقا فى التعامل ورقيا فى المواقف , من صدق فيها واعطاها حقها ارتقت به وجعلته اكثر صفاءا وفهما .ز
ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا .
اترك تعليقاً