يجب ان نحلم بالافضل..


 

 

 

علمتني الحياة

أن أحلم كما يحلم الأطفال في طفولتهم الأولى و أدرك أنّ الأحلام ليست هي الواقع , ولا يمكن تطبيقها في الواقع , ولكن يحق لنا أن نحلم بالأفضل لعالمنا كما يجب أن يكون عليه , فلسنا اليوم في الوضع الأفضل وقد سئمنا من هذا الوضع الذي نعيشه , بالمظالم التي تملأ هذا العالم , بالحروب والدمار والأسلحة القاتلة , بالدماء التي تسيل , بالطغات والأقوياء الذين يتحكمون في هذا الكون , بالأمراض الاجتماعية والجهل والأمية والتخلف , بالدعوة إلى السلام وهي غير ممكنة في ظلّ واقعتنا المتخلف وسيطرة الاقوياء…

ألسنا في أسرة كونية واحدة ؟ فلماذا لا نفكر في نظام كوني جديد يقوم على أسس جديدة غير معهودة ؟ قد تكون أقرب إلى رسالة الأديان , في تحرير الإنسان وحماية كرامته , وإلى مقاومة الشرور في الأرض وتحقيق العدالة ,والارتقاء بمستوى القيم الإنسانية  …

نحلم بنظام جديد للكون , تُلغَى فيه الدولة الجغرافية وتحكم الشعوب نفسها بإرادتها المطلقة ,وتوزع الثروة الكونية بعدالة , ويقف القويّ إلى جانب الضعيف يأخذ بيده ويمكنه من الحياة الكريمة , وتتعاون البشرية على القضاء على الجهل والأمية والأمراض وتغلق مصانع السلاح وتفتح مصانع الغذاء , ويُوفَّر الطعام لكلّ الشعوب وتبنى المدارس والمستشفيات , وتقام مشاريع التنمية الإنسانية في إحياء الأرض وتنمية إنتاجها ، والاهتمام بالثروة الحيوانية والبحرية واستخدام التكنولوجيا لخدمة الإنسان ، وتحرّم الحروب ويتكاتف العالم كلّه لمواجهة كلّ رموز الطغيان وأشكال العدوان ، وإسقاط كلّ الرموز الفاسدة ، ومحاربة التطرف والتمييز العنصري والقومي وإقامة نظام عادل ، وتُحترم التعديات الثقافية والدينية ، ويُرفع شعار الإخوة الإنسانية في إطار التنوع والتعددية الواقعية القائمة على احترام الآخر حيث كان ، ولا تكون وصاية لشعب على آخر ، ولا لدولة على أخرى ، ولا لقويّ على ضعيف ، وتُحترَم اختيارات الشعوب في تقرير مصيرها وأسلوب عيشها ، والتمسّك بما تعتز به من تقاليدها وثقافتها والنّاس شركاء في ما ارتبطت الحياة به من الطعام والدواء والعلم والتكنولوجيا والأرض والماء والبيئة والثروات الكونيّة والبحار والفضاء ثمّ يكون التفاوت بعد ذلك في العمل والإنتاج والثروة والتكنولوجيا ، ويكون الحكم بالتوافق وليس بالقهر ، ويتكاتف المجتمع الدوليّ لحماية أمنه واستقراره ، وما نريده هو العالم الأكثر عدالة والأكثر حريّة ورحمة وهو العالم الذي يرفض الحروب والدماء ، ويرفع شعار الإنسان حيث كان…..

 

( الزيارات : 1٬758 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *