تجديد الفكرالإسلامي

تجديد الفكرالإسلامي

images (1)


تبرز مبررات التجديد فى الفكر الاسلامى في العوامل التالية:
أولاً- التطوُّر المستمر في طبيعة الحياة الاجتماعية:
وهذا أمرٌ مشاهد ومُسلَّم به، ولا مجال لإنكاره، لأن الحياة كالنهر المتدفق بالحياة المتجددة، ولا يمكن أن تتوقف الحياة، ومهمة الفكر أن يواكب مسيرة الإنسان، لكي يكون معبراً عن تصوراته الفكرية، النابعة من الرؤية الزمنية لقضايا الإنسان واهتمامه، والذين يرفضون التجديد ينكرون واقعاً قائماً متمثلاً في أجيالٍ متلاحقة، تتجدد قضاياها، وتتجدد معها رؤيتها الفكرية.
ثانياً- قابلية النصوص التشريعية للفهم المتجدِّد:
وهذا مبدأ لا خلاف فيه، فالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الثابتة تقبلان التفسير والتأويل، وليس من حق أي جيل أن يختص بهذا التفسير والتأويل مدعياً في ذلك حقاً خاصاً، يمارسه دون غيره، فالأجيال المتلاحقة سواء في حقها المشروع في التفسير والرأي، والخطاب الشرعي متجدد في كل عصر، وهو خطاب لكل مكلف، ومن حق المكلف أن يقرأ الخطاب، فإذا توفرت فيه القدرة على الفهم والتفسير والتأويل فهو مكلف به، ولا عذر له في تقليد يحاكي به عوام الناس ممن تنقصهم الكفاءة والقدرة.
ثالثاً- ضرورة مواكبة الفكر الإسلامي لحاجات الإنسان:
وذلك لأن الفكر غايته الإنسان، ولا يجوز لهذا الفكر أن يكون معزولاً عن قضايا ذلك الإنسان، فإن رضي لنفسه بالعزلة فقد حكم على نفسه بالجمود والتراجع، والفكر الإسلامي يملك كل قابليات النماء، وهذا منهج استخدمه أسلافنا في عصر النهضة والتقدم بذكاء وشجاعة، وتصدّوا لداء دورهم في إثراء الفكر الإسلامي عن طريق الاجتهاد الذي أقرّه الإسلام ودعا إليه، ولا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الاجتهاد في تاريخ الفكر الإسلامي، وفي تكوين أهل المدارس الفكرية التي أغنت الفكر الإسلامي بتراث خالد، سيظل معلمة مضيئة في تاريخنا.

( الزيارات : 778 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *