القوة ..وسلوكيات السفه

 

 

 

 علمتني الحياة

أن القوة تدفع إلى سلوكيات السفه والرغبة في التغلب على الآخر والسيطرة والهيمنة ، وكل من شعر بالقوة ، سواء كانت قوة سلطة أو قوة مال أو قوة بدنية أو قوة نفوذ  يكثر وهمه ، ويرى نفسه في مرآة نفسه عملاقاً ، وتزداد مشاعر الأنانية لديه ، ويعبر عن مشاعره هذه الداخلية بسلوكيات خاطئة مع الآخر الأكثر ضعفاً ، فيعامله باستخفاف ، ويراه صغيراً و إن أخفى هذه المشاعر ، والعقلاء يمسكون بزمام غرائزهم فلا يسمحون لسلوكيات السّفه أن تسيطر عليهم ، فلا يظلمون وإن تمكنوا من ذلك ، ولا يعتدون وإن تطلعت نفوسهم لذلك ، وإن أرادوا أن يفعلوا ذلك أخفوا سلوكهم العدواني عن الناس ، وأعطوا المبررات المقنعة لتجاوزاتهم ، وأكرهوا الطرف الضعيف على التنازل وأغروه بكل الوسائل للقبول بما يريدون ، خوفاً على سمعتهم ، ولئلا ينكر عليهم الناس ما يفعلون ، وهناك قلة نادرة من أهل الدين والاستقامة والخلق ممن حفظه الله من سفه القوة وإكرمه بنقاء القلب وصفاء الضمير ، وهؤلاء يحمدون الله ويشكرونه ، وتدفعهم القوة لمزيد من التواضع في علاقاتهم مع الناس ، و الإحسان للضعفاء ، والإسراع في عمل الخير ، تعبيراً عن الشكر لله تعالى .

( الزيارات : 588 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *