افعل الخير فى كل مكان

 

 

                                    

 

علمتني الحياة

أن أعمل الخير في كل مكان ومع أيّ إنسان ، ولا أبحث عمن يستحق هذا الخير أو لا يستحقه ، فالخير مطلوب لذاته ، مع من يستحقه ومع من لا يستحقه ، فهو صفةُ فاضلةِ ، ومن اعتاد أن يفعل الخير فلا ينتظر أجراً من أحد ، و مثل هؤلاء كمثل الزارع الذي يزرع أرضاً ، فقد تكون أرضاً خصبة تنبت الزرع وتخرج الثمر ، و قد تكون الأرض قاحلة ، فلا يظهر فيها أيّ أثر لما زرعت ، ولكن الإنسان الذي اعتاد الزرع في كلّ مكان ، يزرع و يمشي تعبيراً عن حبه للعطاء ، و ليست كل الأراضي سواء ، و لا بد إلا أن ينبت الخير في بعض الأراضي,ومن عمل الخير لله تعالى فإنه لا ينتظر الجزاء من أحد ، وسواء عليه من شكر أو أنكر ، والإحسان صفة للمحسن ، وافعل الإحسان مع من يستحقه ومع من لا يستحقه ، وليس من حقك أن تمنع إحسانك عمن لا يستحقه ، فقد يثمر إحسانك في قلب قساة القلوب ، فيكون إحسانك سبباً في يقظتهم من الغفلة ، وقد يكون قساة القلوب أحوج إلى الإحسان من غيرهم ، لأنه يشعرهم بدفء العاطفة الإنسانية وسمو القيم الأخلاقية ، فيفرح لما يولده الإحسان في قلبه من سعادة وطمأنينة .. فالقلوب تقسو بسبب الظلم والمعاناة ، وتعود إلى فطرتها النقية إذا شعرت بالاحتضان والرعاية والمحبة ..    و لا حدود لأثر عمل الخير في النفس الإنساعلمتني الحياة

أن أحتمل العقوق وقلة الوفاء من الأقرباء والأصدقاء ، فإن لم أحتمل هؤلاء فمن هم أولى منهم بمحبتي ومودتي والصبر على ما يصدر منهم من إساءة وتقصير….ومن اتسع صدره وجب عليه  أن يستوعب غيره ، ولو قصروا في حقه ، والكبار يستحون أن يصدر عنهم ما يفعله الصغار ، قد يُلتمَس العذر للصغير إن قصر في واجبه أو واجه الإساءة بالإساءة , ولكن لا عذر للكبار إن قصروا أو أساؤوا أولم يصبروا ، والعقوق من صفات الصغار وليس من شيم الكبار ، ولن يكون الكبير كبيراً إلا بأفعاله الكبيرة ، والتسامح من شيم الكرام ، والعفو لا يصدر إلا عن كبار النفوس ، ويجب على الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم في مواقفهم الكبيرة ، وفي قدرتهم على تحمل العقوق وتجاهل كل تقصير في حقهم ، والتماس العذر للمقصرين فيما قصروا فيه ، حفاظاً على كرامتهم ….

والأب العاقل لا يعاتب أولاده إذا قصروا في حقه ، وإذا اعتذروا بسبب تقصيرهم فيجب عليه أن يبرر لهم تقصيرهم ، ولو لم يقتنع بذلك ، ولا ينبغي له أن يظهر ألمه وضيقه من ذلك التقصير ، فالتقصير أمرٌ متوقع ، والصبر عليه أمر مطلوب ، وتجاهله من شيم الكبار ، والأب الذي يكثر من العتاب يفقد هيبته ، ويسمع ما لا يجب أن يسمع ، والوفاء عطاء لا تكلّف فيه ، ومن تكلف في هذا العطاء واستثقله فقد فَقد معناه ، ولا قيمة لعطاء يُكرَه الإنسان عليه .

( الزيارات : 879 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *