احسنوا فيما تروون..

ذاكرة الايام..احسنوا فيما تروون..

بعض ما ينسب الى الصالحين من كلمات وافعال ومواقف ليست كلها صحيحة او قيلت كما رويت او وقعت كما وصفت , هناك من يحرص على الدقة والامانة فيما يرويه , وهذا منهج المحدثين الذين تتبعوا كل الروايات التى نسبت الى  الرسول صلى الله عليه وسلم وبذلوا جهدا علميا صادقا فى تتبع هذه المرويات ووضعوا علما من اهم العلوم الاسلامية ,  وهو علم مصطلح الحديث او اصول الحديث او علم الرواة واوجدوا علما هو الاكثر اهمية فى علم الحديث وهو علم الجرح والتعديل , واهتموا بالعلل التى تضعف الرواية وتجعل السند اقل قبولا , ليست العدالة هي الشرط الوحيد لقبول الراوى وتعديله فهناك الشرط الاخر وهو الضبط والقدرة على حسن الرواية وفهم المراد , وهناك عوامل تجعل الراوى  اقل ضبطا لما يرويه , ليست كل رواية تقبل ولو كان صاحبها من اهل الصلاح والتقى  فقد يكون صالحا ولكنه لا يحسن الرواية فيسيء فيما يرويه او يحرفه عن معناه المراد به , ليس كل من يروي رواية يحسن روايتها كما هي , وما اكثر ما كنا نراه من تحريف للرواية او تغيير لما يراد بها , هناك رواة تخصصوا فى وضع الحديث والمراد بالوضع والمراد به هو الكذب والروايات الموضوعة هي الروايات المكذوبة , ومن الضرورى كشف النقاب عن تلك المرويات الموضوعة فالحديث الضعيف هو الحديث الذى تضمن علة فى سنده اوفى متنه , يجعله خارج نطاق الاحاديث الصحيحة وهي الخالية من العلل التى تجعله فى موطن الشك فيه , وهناك قواعد دقيقة لضوابط الجرح والتعديل , وقد ابدع بعض علماء الاسلام فى علم الجرح والتعديل , ومما يجعلنى اهتم بهذا الموضوع هو ما ينسبه بعض  العامة  الى الصالحين من اقوال وافعال لاتليق بان تنسب الى الصالحين ولا يمكنها ان تكون صادقة , قد لا تكون موثقة وانما يقع تداولها من غير توثيق لمدى صحتها , النسبة لا تكفى لتصديقها  , وهناك الكثير من المبالغات فى تلك المرويات , واحيانا تسيء لمن تروى عنه وتنسب له مالا يليق به من اقوال وافعال , عندما يكون الراوى جاهلا فانه لا يحسن الفهم ولا الرواية , واننى اؤكد ان الصالحين هم اهل استقامة والتزام وادب مع الله ومع الخلق , ولولا ذلك لما كانوا صالحين وما ليس صالحا من الاقوال لا ينسب الى الصاحين  ,  وما يخل بذلك الوصف  مما ينسب اليهم فلا يمكن ان ينسب اليهم لعدم صحته  , والجاهل لا يصدق فيما يرويه لا لانه كاذب فيما يرويه  فقد يكون صالحا ولكنه لا يحسن الفهم ولا الضبط ولا الرواية , كنت الاحظ الكثير مما كنت انكره من الاقوال  على من يرويه , واهل العلم يحسنون فهم ما يروونه , اما العوام فيسيئون ولا يدركون ويظنون انهم بما يفعلون يحسنون ويتقربون , كل المرويات تخضع لمعايير التوثيق والضبط , كل ما ترفضه الفطرة السليمة من المرويات فلا يمكن ان يكون صحيحا , وكل ما يخالف اصلا من اصول الدين او ادبا من ادابه فلا يمكن قبوله ولا تصح نسبته ..

( الزيارات : 1٬119 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *