شخصية مغربية متعددة المواهب واسع الثقافة ويحسن عدة لغات , وهو عصامي في تكوينه , نشأ في مدينة أصيلا الساحلية الجميلة , التي جعلها عاصمة ثقافية ذات شهرة عالمية , ويؤمها كبار الأدباء والشعراء والرسامين والمفكرين , ويشاركون في نشاطات ثقافية واسعة , حتى أصبحت أزقة هذه المدينة التاريخية الصغيرة ميداناً لرسومات فنية متعددة , والجدران التاريخية لوحات تشكيلية , وموسم مدينة أصيلا  في كل صيف كان المنطلق لشهرة محمد بن عيسى الشاب الطموح الذي يملك حنجرة جميلة تمكنه من حسن التعبيروفصاحة اللسان ..

بدأ محمد بن عيسى حياته الأولى في ميدان الإعلام والصحافة , وعين مديراً لجريدة التجمع الوطني للأحرار الذي يرأسه أحمد عصمان ثم عين وزيراً للثقافة , كان نشيطاً وشجاعاً واستطاع أن يجعل الوزارة مصدر إشعاع ثقافي لكل المثقفين والفنانين ..

دعاني مرة عندما كان وزيراً للثقافة لحضور الموسم الثقافي في مدينة أصيلا ،  عشت أيام الموسم ، كانت المدينة الصغيرة كخلية النحل وضمت كبار المفكرين والفنانين من كل العالم ،كان كل بيت يشارك في هذا الموسم , وفي منزلـه تعرفت على الأديب المغربي الطاهر بنجلون الذي اشتهر برواياته في وصف الحياة المغربية الشعبية , ثم دعاني لحضور مؤتمر آخر في مدينة تارودانت في جنوب المغرب , وهي مدينة ذات تاريخ كبير ويزورها السواح ويستمتعون بآثارها التاريخية ..

بعد انتهاء مهمته الوزارية عين سفيراً للمغرب في واشنطن , كان ناجحاً في مهمته واستطاع أن يكوِّن جمعية للصداقة المغربية الأمريكية تضم عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ , عينه الملك الحسن الثاني قبل وفاته وزيراً للخارجية خلفاً للدكتور عبد اللطيف الفيلاني , واستمر في هذا المنصب في عهد الملك محمد السادس ..

هو رجل يتمتع بنشاط وذكاء ويعرف الطريق الى اهدافه, وحقق نجاحاً في مجال العلاقات المغربية الخارجية , كان صديقاً وكنت اقدره , ويتمتع باللباقة وحسن التصرف وينتقده خصومه بسبب صلاته الوثيقة بأمريكا , وهو مقتنع بأنه يخدم مصالح بلده..