موعد العودة إلى الكويت

انتهت فترة الانتداب إلى المغرب، ومرت ثلاث سنوات سريعة وكنت مازلت أستاذاً بجامعة الكويت, وأعددت نفسي للعودة واستأذنت الملك أن يسمح لي بالعودة , وكلفت صديقي السيد عبد الوهاب بمنصور مؤرخ المملكة وكان من أقرب أصدقائي أن يستأذن لي في العودة إلى الكويت ,ولما رفع الأمر إلى الملك قال له الملك :

إننا نحبه ونقدره منذ البداية وقد زادت ثقتنا به ومحبتنا له وإننا نرغب أن يبقى في بلدنا، وهو ضيف مكرم، وقد اكتشفنا الكثير من خصاله فإذا ضاق بنا وأتعبته مشاكلنا فلا نستطيع أن نجبره على ما لا يريد 

وكلف السيد أحمد بنسودة مدير الديوان الملكي أن يكتب رسالةً إلى الديوان الأميري بطلب تجديد الانتداب و كان قانون جامعة الكويت لا يسمح بذلك وعندئذٍ قدمت استقالتي من الكويت وأرسلت رسالة إلى أمير الكويت أشكره وأعتذر منه عن هذه الاستقالة , وبعد فترة أنشئت الأكاديمية المغربية واختارني الملك عضواً مغربياً فيها ومنحني الجنسية المغربية ..

ولم أندم قط على قراري بالرغم من محبتي للكويت وكنت سعيداً خلال إقامتي فيها ولكن مواقف الملك معي وما رأيته منه من تشجيع وتأييد ترك في نفسي أثراً كبيراً وجعلتني أسير عاطفة جامحة شدتني إلى المغرب , ولم يكن بإمكاني أن أغادر المغرب بسهولة ,وكنت أعلم أنني لو تركت المغرب فسوف أندم على ذلك ، وشعرت أن المغرب يبادلني العواطف , ويقدر العمل العلمي الذى أقوم به ….