الدكتور النبهان يلقى كلمة فى مؤتمر فى تارودانت جنوب المغرب وفى الصورة عامل الاقليم وعلماء سوس ورؤساء المجالس العلمية والاقليمية والبلدية

IMG-20140515-WA0022كلمة اليوم
تاملت فيما صادفنى فى حياتى من نماذج انسانية متعددة المشارب مختلفة فى شخصياتها وآمالها واستعداداتها واسلوب تفكيرنا , ما اروع ما كنت اراه من عظمة ذلك الانسان فى تطلعاته لما يحقق كماله , والكل راض بما اختاره لنفسه, والكل يعتقد انه على حق وهو الاكثر ذكاءا وفهما وسدادا , شيء جميل ان ترى هذه التعدديات فى الاستعدادات والقدرات , والكل يمثل كمال الحياة وجمالها, ولا يمكن ان تستقيم الحياة بطائفة دون اخرى , ولا بفريق دون اخر, فلاحياة بلا هذه التعددية , وذلك التنافس بين الانسان والانسان , واجمل ذلك التباين هو بين الرجل والمراة , والكل يحتاج الى الكل ولاتستقيم الحياة باحدهما , ما اقسى الحياة اذا خلت من التنوع والتنافس والتغالب , لولا الخريف لما كان الربيع ربيعا , ولولا الاشواك لما كانت الازهارجميلة , ولولا القبح لما كان الجمال جمالا , كم هو جاهل ذلك الانسان الذى يضيق بمن يخالفه فى الرأي او يختلف عنه فى المعايير , ولا بد من وجود الخير والشر معا لكي تكتمل الحياة ويتفاضل الانسان عن الانسان بالعمل الصالح ..
لا احد يمكن ان يستبد بالحياة دون الاخرين ولا يمكن لاحد ان يدعى امتلاك الحقيقة والصواب والسداد , ومهما كبر الانسان فلن يبلغ السماء طولا ..
ما احوج الانسان الى رؤية ايمانية عميقة ترتقى به الى الاكمل والافضل والاسمى لكي يكون اكثر قدرة على التعايش مع كل الاخرين ..
ما اسعد ذلك الانسان الذى يحب كل الناس ولا يحقد على احد وينام سعيدا هانئ البال لا تقلقه كوابيس ظلمه ولا اوهام تعاليه على الاخرين بما يملك من مال او سلطة او جاه او تميّز بشيء قد يراه تميزا ولا يراه الاخرون كذلك فيكبر الوهم فى نفسه , ثم يصاب بخيبة الامل بعد ان يكتشف الحقيقة..
اننا نحتاج الى يقظة ضمير لكي نكتشف عظمة الكون والخلق وحكمة التدبير الالهي لكي نشعر بالطمآنينة والسكون الذى اكرم الله بهما من شاء من عباده المقربين اليه والمحبين له ..

( الزيارات : 1٬200 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *