الكوارث والظلم الاجتماعى

‏ دقيقة ·

كلمات مضيئة ..

كل جيل يملك الثروة الكونية ما كان من قبل وما يمكنه ان يكون  في عصره , وهو احق بها  ينفق منها باعتدال  ويدخر منها ما زاد عن حاجته  , ولا يستنزفها  لئلا يحرم منها الاجيال اللاحقة , وهو مؤتمن عليها  , وهي لكل الاسرة الكونية عن طريق التكافل , وليس من حق اَي جيل ان يدخر فيما كانت الحاجة اليه  لاستمرار الحياة  , . والجيل الواحد  كالأسرة الواحدة يجب ان تكون متكافلة يحمل قويها ضعيفها ويتكفل غنيها بفقيرها ،ولا احد يحرم من حقه فيما ارتبطت به حياته مما  هو ضرورى لحياته , لا احد يحرم من طعامه ومطالب عيشه , وهذا حق ضمنه الله لكل عباده ,  وكل افراد الاسرة سيأكلون  سواء كانوا صالحين او عاصين , فالحقوق لا تسقط بالعقوق ، هناك عاملون. يشتغلون وينتجون ويكسبون  وهناك. صغار او شيوخ وهم. محمولون تكافلا على سبيل الوجوب ، لا يمكن لكبير الاسرة ان ينفرد وحده بالثروة والطعام والرفاه والبذخ  ويترك باقي اسرته جائعين مهملين ، ليس عدلا.  ان ينفرد كبير الاسرة بكل شيئ ويترك أطفاله الصغار لا يجدون الطعام.الذي يحتاجون اليه ، المال مال الله ولا احد يملك منه الا قيمة جهده العادل من غير تحاوز او ظلم او استغلال ، ليس من حق احد ان يكتنز المال ويمنعه عن كل الاخرين ممن يحتاجون اليه  , ثم يستغل به حاجة الاخرين ويقرضه بالربا للمحتاجين اليه من الافراد والشعوب والدول ، اذا كان استغلال الفرد للفرد محرما فى نظر الاسلام فان استغلال الدول الغنية للدول الفقيرة فيما تحتاج اليه واقراضها بالفوائد  ولو باقل نسبة اشد ظلما وتحريما , وبخاصة عندما تتراكم الفوائد وتصبح عبئا على تلك الشعوب لا تملك القدرة على التخلص من اعبائه الثقيلة , لا شرعية لتلك المديونيات فالمال لا يلد المال والنقد لا يلد النقد ,ما يفعله البنك الدولى والدول الغنية هو اشد انواع الربا المحرم فى نظر كل الدين , وهو الذى حرمه الله واعتبر من يتعامل به ممن يحاربون الله لانهم يحاربون عباده المستضعفين فيما ضمنه لهم من الرزق ,  لاشرعية  للديون بفائدة ولا لتلك المديونيات التى تقرضها الدول والبنوك والصناديق التمويلية عن طريق الفائدة او طريق المرابحة التى تخفى استغلالا لحاجة المحتاجين , حق المال ان يكون فى خدمة مجتمعه , كل المدخرات تسهم فى خدمة مجتمعها من غير اعباء عليه , لا قروض بفائدة ولا بربح , ويجب ان يمنع الكبار من منافسة الصغار فى الشركات  لكي تكون المنافسة عادلة , ويجب ان تخرج كل الشركات الكبرى من المنافسة لصالح الشركات الصغرى التى تحتاج الى التشجيع   . يجب ان تكون القروض التمويلية بغير فائدة تشجيعا  للدول الصغري لكي تنهض بشعبها من الفقر والتخلف , عولمة التنافس جريمة ضد الانسانية لانها  تسهم فى افشال كل المشروعات الصغيرة وتكرس الطبقية الاجتماعية وتجعل الثروات بيد الكبار الذين يتنافسون على الاسواق العالمية  ، لا فوائد علي الاموال , ليس عدلا ان تقرض البنوك المحتاجين من الحسابات الجارية المودعة لديها ، هذا هو الربا الذي حرمه الله علي عباده وهو أشد من الربا الجاهلي الذي كان بين فرد وفرد ، انه اليوم بين الشعوب الفقيرة وبين الدول الغنية التي تستنزف ثروات تلك الشعوب بتلك المديونيات. التي تشتري بها تلك الشعوب. طعامها. ودواءها ومطالب عيشها و تبني بها الطرق والسدود , اليس من الظلم ان تكون معظم الديون هي قيمة صفقات السلاح  التى يسترضى الضعفاء  اولياء امرهم من الدول الكبيرة لحمايتهم من جيرانهم ، ما اقسي ما يمارسه طغاة الارض علي المستضعفين من إفقار واذلال ، الثروة الكونية هي لكل الاسرة الكونية لحماية الحياة وضمان استمرارها. ، يجب ان تتوقف الدول الفقيرة عن دفع. تلك المديونيات.والفوائد , عن طريق الشرعية الدولية عندما تتحرر من قبضة الاوصياء عليها ,  لا احد يملك اكثر من قيمة جهده, العادل الذى لا فساد فيه ولا استغلال وهو الذي تقع الملكية فيه  ويقع توارثه  ، وللمال مهمة فى مجتمعه ان يسهم فى نهضة ذلك المجتمع وحق المجتمع على من يملك المال ان يضعه فى خدمة ذلك المجتمع , ولذلك حرم الاسلام اكتناز الاموال عن طريق تجميد دورها ، والمستضعفون من الدول يعانون ويحملون. وجوبا ويقرضون بغير اعباء مالية مرهقة ، هذا ما افهمه. من رسالة الدين بشكل عام ومن تعاليم الاسلام. وحياة المجتمع النبوي الاول الذي يعبر عن. منهجية الاسلام. ومقاصده الكلية كما جاءت من عند الله ، ما عليه المجتمع الانساني من طغيان الطغاة من الافراد والمجتمعات والدول سيؤدي حتمًا الي كوارث وحروب هي ثمرة الجشع والأنانية والظلم والصراع علي. المال والتجارة. والتنافس في استغلال المستضعفين. ، لم يكن ظلم اهل الجاهلية اشد من ظلم طغاة الارض اليوم فيما يتعاملون به من الربا ، وما نراه اليوم من القروض  والتمويلات التى تعبر عن الجشع ,  هو الريا الحقيقي. الذي حرمه الله علي عباده وهؤلاء هم الذين يحاربون الله ورسوله  في ظلم عباده وتجويعهم واذلالهم فيما ارتبطت حياتهم به ، هذا ما افهمه. من مفهوم الربا. وهذه هي قناعتي ، كل من استغل جهد غيره في قرض او ربح فاحش. او انتقاص لأجر عامل فيما يستحقه من قيمة جهده وكسبه فهو من اشد صور الربا.التي تتجدد في كل عصرفى صورة تعبر عن عصرها  ، وهي اليوم اشد وأقسي ، ويمحق الله الربا. والمحق هو ان يسلط اللهً علي الظالمين ما يخيفهم ويذلهم من الكوارث والمحن. التي لا تفرق بين قوي وضعبف ، وما نشهده من آثار وباء كورونا في هذه الايام. يوقظ كل الطغاة في الار ض ، لقد توقفت الحياة. في كل مكان في الارض. ، واختبأ كل طغاة الارض في بيوتهم لا يخرجون منها. خوفًا من ذلك الفيروس الصغير الذي ظهر فجأة ، وهو كزلزال. سيدمر كل شيئ مما بناه طغاة الارض من شواهق ابنية الظلم والاستكبار ضد المستضعفين. من عباد الله باسم العدالة والقانون والشرعية ، لا عدالة الا بكمال العدالة. التي تضمن لكل عباد الله حريتهم. وكرامتهم. واسباب عيشهم ، العدالة لا تتجزأ. فاما ان تكون او لا تكون ، والحياة اما ان تكون لكل عباد الله او لا تكون. ، كورونا. كانت عادلة فلم تفرق. ولم تميز ، ولا شفاعة فيها لاحد ، ولا احد احق بالحياة من احد ، نظام عالمي جديد لا بد الا ان يكو ن لكي. يسقط كل الاوراق اليابسة التي بلغت شيخوختها. وتوقف عطاؤها ، رسالة الله لعباده واحدة الايمان بالله وحده وعبادته. بما امر به والامر الثاني هو العمل الصالح الذي يحبه الله من عباده ،

( الزيارات : 635 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *