امر ما سيكون..

ذاكرة الايام..امر ما سيكون.

منذ الطفولة الاولى كانت اسرائيل هي التحدى الاكبر لكل مجتماتنا العربية والاسلامية , هكذا تربينا وتعلمنا , تعلمنا ان امة العرب واحدة من اقصى بلاد العرب على ضفاف الاطلسي الى الخليج العربى , العرب الذى اكرمهم الله بالاسلام ورفع به رايتهم وكانت ثقافة الاسلام هي ثقافة العرب وهي هويتهم وانتماؤهم وتاريخهم , وكانت كل الشعوب الاسلامية هي العمق الاستراتيجى للعرب فى مواجهتهم لكل عدوان , كنا نشعر ان المسلم فى باكستان واندونيسيا والسنغال ونيجريا وتركيا وايران هم اصدقاء العرب فى دفاعهم عن الاسلام ,قد يختلفون وسرعان ما يلتقون , هم شعوب هذه المنطقة وهم اهلها والاحق بها ,  لم نكن نعرف المذاهب والطوائف ولا نهتم باختلاف القوميات وتعدد اللغات والثقافات,  اليس الاسلام هو الذى يجمع كل هؤلاء , كنا نحترم كل الاقليات الدينية والمذهبية , كان الاكراد فى كل مدينة وفى كل حي من احيائنا ولم نكن نشعر باي تعصب ضدهم ,  هم اهلنا وشعبنا وشركاؤنا  , كان المسيحيون يحظون بمكانة الاحترام فى كل الاوساط ويقومون بكل شعائرهم الدينية بكل حرية كما يفعل غيرهم صيغة راقية من التعايش فى ظل دولة واحدة , هم جزء من مجتمعنا وهم شركاء فى الوطن كما نحن من اقدم العصور  , لم نشعر قط باي تعصب او كراهية تجاه اي مذهب او دين او قومية , كنا نشعر ان مجتمعنا غني بتعدده وبثقافته والكل يسهم فى بنائه , كان كل الاطفال فى المدارس يقفون امام سارية يرفع عليها العلم وينشدون نشيد الوطن واهمية الاعتزاز به والدفاع عنه , اين نحن اليوم مما كنا فيه من قبل , كنا فى الطفولة نخرج الى الشوارع فى كل مناسبة للدفاع عن ثورات الوطنيين فى كل وطن عربي وهم يواجهون سلطة المستعمر وقبضته , كنا نتابع ثورات كل الشعوب العربية , وكنا نحلم بامة عربية متماسكة معتزة بثقافتها الاسلامية تبنى مجتمعها وتحلم بالافضل لشعوبها , لم نكن نسمع مانسمعه اليوم من شعارات تعمق الخلافات وتجعل كل شعوب المنطقة فى حالة من الفرقة والاحباط واليأس , لم نكن كذلك ابدا , كنا نتمنى لا بنائنا واحفادنا ان يكونوا فى مجتمع افضل من مجتمعنا الذى كنا فيه , تطور التعليم وارتقت المفاهيم واصبحنا نحقق بعض ما كنا نريده للدفاع عن وجودنا واستقلالنا , كانت الخلافات لا تتجاوز المواقف السياسية والسياسات الاقتصادية , كات مصر وسوريا والعراق فى مقدمة الموكب العربيى الصاعد المبشر , تعددت الحكومات والانظمة وكان المواطن يرقب ما يجرى , كان هناك حد ادنى من التوافق على الثوابت الوطنية , كان شعار الوحدة يتردد فى كل مكان وان لم يتحقق فهو فى موطن الاحترام , كانت الجامعة العربية على الرغم من ضعفها تجمع ما تفرق وتقرب المواقف , كانت العلاقات بين الدول وان اختلفت تحافظ على قدر كبير من المجاملات والاحترام المتبادل , كان الخطر الاكبر الذى كان يوحد المواقف هو الخطر الاسرائيلي الذى كان يحاول ان يخترق الصفوف لكي يتمكن من الصمود , وقد اجمعت الامة العربية ومعها الشعوب الاسلامية على دعم القضية الفلسطينية والتمسك بالقدس الشريف , لما ذا لم نعد كما كنا واصبحت اختلافاتنا مسموعة فى كل مكان , واصبح الكل يتدخل فى هذه الخلافات ويشجع البعض على البعض الاخر  , واصبحت ثروة العرب تدفع بسخاء لاسترضاء الدول الكبرى بصفقات السلاح والمشاريع الموهومة , من حق المواطن فى كل مكان ان يتساءل عن سر ما يراه وما يسمعه وما يؤلمه , فى كل يوم ازمة جديدة ومأساة ناتجة عن التسرع والارتجال والتعصب الجاهل , لا احد على الحق والصواب فيما يلحق الضرر بمصالح الشعوب وامنها وكرامة المواطن فى وطنه , هل عجز شعبنا ان يحل مشاكله بنفسه , السنا امة واحدة وتاريخنا واحد , هل ما يجرى فى ارضنا هو امر ناتج عن ارادتنا واختيارنا ام انه امر مرسوم ومخطط له ان يكون لتحقيق اهداف , قبل مائة عام كانت هناك ثورات مصنوعة لتحقيق اهداف تحققت كما رسمت رغما عن الجميع , سقطت دول وقامت دول , وتغيرت الخارطة كليا عما كانت عليه من قبل , واليوم تتكرر نفس الخطوات وشعبنا لا يدرى من يخطط له ومن يدفعه الى الحافة وذلك المنحدر من الفوضى , عندما اتابع ما يجرى فى الاعلام والتواصل الاجتماعى  اكتشف ان شيئا يجرى الاعداد له , وليس من قبيل الصدفة ان يتجه هذا الاعلام بهذه الحدة والاسلوب والالحاح  لتأليب الرأي العام على المواجهة  والانقسام ودعوته للتعصب والكراهية واثارة الاحقاد القومية والقبلية والطائفية , مازلنا فى المربع الاول وما زال المربع الثانى لم يكشف عنه بعد  , امر ما سيكون ويجرى الاعداد له , لا ادرى ما ذلك الذي يجرى الاعداد له , تغييرات متوقعة وانهيارات حصون وجدران , مانريده الا يكون شعبنا بعيدا عما يجرى الاعداد له , الكل يعتقد انه الاستثناء وانه  سيكون الفائز وانه سيكسب ولكن ليست كل التوقعات سوف تتحقق , ما سيكون لن يكون كما يريده شعبنا , عندما تعترف اقوى  دولة فى العالم بان القدس هي عاصمة اسرائيل متحدية فى ذلك كل العالم فهذا مؤشر واحد ومؤكد ان اسرائيل ستكون اقوى مما هي عليه وسوف تؤدى الدور المطلوب منها فى التحكم فيما يجرى فى كل هذه المنطقة ..

( الزيارات : 748 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *