احترام حرية الفكر

علمتني الحياة

أن أحترم حريّة الفكر حيث كانت ، وأن أحترم كلّ مفكر ولو تمادى في أفكاره وفي آرائه ، فالفكر له قداسة وحرمة ، ويمكن للمفكر أن يخطئ ولكن لا يُدان بسبب أفكاره ، ولا يضطهد بسبب اجتهاده ، فالعقول البشرية تنتج الأفكار ، ولا يعاقب العقل بسبب ما يراه ، وجهد العقول هو تراث الإنسانية ولا يمكن إيقاف عمل العقول عن إبداء الفكر وإثراء المعرفة الإنسانية .

ويجب أن لا نخاف من حرية الفكر ، فالفكر يضيف ولا يخيف ، فما كان صالحاً ومفيداً يُؤخَذ به ، وما كان فاسداً وضاراً يترك و يهمل ، والفكرة إذا أهملت لم تَعدْ لها قيمة ، فلماذا نخاف منها ، والأفكار الخاطئة لا يمكن أن تطغى على الأفكار الصحيحة ، فلماذا الحجر على الفكر والمفكرين  .

إننا نريد أن نسمع الجديد من رؤية الأجيال المتعاقبة لقضاياهم المرتبطة بالحياة والكون ، أليس هؤلاء هم جزء من هذه الأسرة الكونية ؟ ومن حقهم المشاركة في الرأي والتفسير ، فإذا تعارضت أفكارهم مع أفكار الدين فهذا لا يضعف من مكانة الدين ولا يسيء إليه ، فالدّين صرح قوي البنيان ولا يمكن لرأيّ مخالف أن يهدم هذا الصرح العظيم ، وحصوة صغيرة يطلقها مفكرٌ لا تهدم الصروح القوية ، ولقد تحدى الفكر الديني كل الأفكار المعادية له، وسقطت كل الأفكار وبقي الفكر الديني صامداً قوياً بثوابته وشرائعه وقيمه …

( الزيارات : 1٬377 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *