احترام مشاعر الاخرين

.

 

 

علمتني الحياة

أنه يجب على الإنسان مراعاة مشاعر الآخرين من أفراد أسرته ومن أصدقائه ومن أعوانه ولو كانوا أقلّ منه مكانة , والأقل مكانة والأكثر ضعفاً هو الأكثر حاجة لمراعاة مشاعره , لأن إحساسه بالضعف يجرح مشاعره , والكلمة الطيبة تسعده وتشجعه وتدفعه إلى الأمام , وليس من القوة أن يكون القويّ قاسي القلب شديد النبرة مغروراً بقدراته , شتاماً للآخرين جارحاً لمشاعرهم , فالقوة لا تعني القسوة , والقويّ يجب أن يتصف بصفة الرحمة والأدب ومراعاة مشاعر الآخرين , والقوة لا تعني العنف , والعنف صفة القساة وليس الأقوياء , والعنف لا يصدر إلا عن حاقد .

وأحقّ الناس بالرعاية والرحمة الأسرة , الزوجة والأولاد , ورعاية هؤلاء واجبٌ ديني وأخلاقي , ولا يستقيم أمر أسرة إلا برعاية القويّ للضعيف , واحترام كلّ فرد للآخر , ومراعاة حقوق الزوجة ومشاعرها الإنسانية , فلا تخاطب بما يسيئها , ولا توصف بوصفٍ يؤذيها كالجهل والغباء والكسل وقلة الحيلة , كما تجب مراعاة مشاعر الأطفال في التأديب والتربية , فلا يؤذون في كلمةٍ جارحة , ولا يُضربون ولا يُشتمون ولا يُهانون , ويُشجعون ولو كانوا كسالى ومتقاعسين , ولا يُنتقدون أمام الآخرين , ويُقدَّم لهم النصح بالكلمة الهادئة والناصحة لكي تصل إلى قلوبهم , ولا يُستعمل العنف في التأديب ، ولا يُجبرون على أمرٍ يكرهونه ولا تُكشف أمام الآخرين أخطاءهم , ولا يُحرجون في موقف عام , ولا يجوز لأب أن ييأس من إصلاح أولاده ولو كان الأمر يائساً , وهذا هو جهاد الآباء في سبيل أبنائهم .

( الزيارات : 895 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *