قبول الفشل لاجل التصحيح

..

 

علمتني الحياة

أن أتقبّل الفشل كما أتقبّل النجاح , وليس هناك نجاح بغير فشل , والفشل أمرٌ محتمل , ومن أراد النجاح ولم يضع في اعتباره الفشل فقد أخطأ الحساب ولم يحسن التفكير , والفشل أمرٌ غير مستحب لأي إنسان , إلا أنّه يجب أن يكون في حساب الإنسان , والفشل قد يكون هو طريق النجاح , لأنّه يمثل تجربة إنسانية في رحلة البحث عن النجاح , والفشل قد يؤدي إلى الإحباط واليأس , وقد يؤدي إلى مزيدٍ من الرغبة في النجاح , فإذا أدى إلى الإحباط واليأس فهذا أمرٌ متوقع , إلا أنه لا ينبغي للإحباط أن يسيطر على الإنسان , وأصحاب الإرادة القوية يصابون بالإحباط إلا أنّه سرعان ما ينهضون بإرادة قوية وعزيمة راسخة , وقد يكون الفشل أداة للانتقال إلى محطة جديدة , قد تكون الأفضل بالنسبة للإنسان ..

والمؤمن بالله لا يدخل اليأس إلى قلبه أبدا , لأنّه يرى الحكمة فيما اختاره الله , فهو في مرحلة التسليم لأمر الله , ويرى النجاح من الله والفشل من الله أيضا , وما أُغلِق باب إلا ليفتح غيره بإذن الله , والله هو المسير لشؤون عباده , فلا يمكن لطريق أن يكون سالكاً إلا بأمر الله , والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره , والمؤمن مأمورٌ أن يأخذ بالأسباب والله هو المقدّر والقادر والمدبّر .

والنفس في ظل النجاح قد تندفع إلى الأمام , وتزداد ثقتها بنفسها , ويزداد نشاطها واندفاعها , والنجاح قد يقود إلى نجاح آخر , وقد تؤدي الثقة بالنفس إلى الغرور والمغامرة , وهذا أمرٌ سيئ , ومن استخفّ بأمرٍ قلّ حذره , وزاد اندفاعه , ومن اعتمد على الله وأخذ بالأسباب من غير تقصيرٍ لابدّ إلا أن ينجح في عمله .

 

( الزيارات : 814 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *