الانسان فى مرآة نفسه

 

 

علمتني الحياة

أنّ كلّ إنسان يرى نفسه في مرآة نفسه ولا يرى نفسه في مرآة الآخرين , وكلّ إنسان كبيرٌ في مرآة نفسه , وكلّ إنسان يرى أنّ الصواب فيما يفعله , وأنّ الحقّ إلى جانبه , وكلّ إنسان يبرر لنفسه ما يريد فعله , ويندفع بإرادته لفعل ما يريد , والمجرم يرتكب جريمته وهو يريدها ويخطط لها ويبرّر لنفسه هذا الفعل , والغضب لا يفقد الغاضب القدرة على الاختيار ويتحمل الغاضب المسؤولية الكاملة عن أفعاله , وليس هناك ظالمٌ يعتقد أنّه ظالم , بل ينظر إلى الآخر وكأنه الظالم , وعندما يظلمه يعتقد أنّه يفعل ما يجب عليه القيام به , فالقاتل الذي يخطط لجريمته يؤمن في قرارة نفسه أنّه يفعل ما يجب عليه القيام به , وأنه يحقق العدالة , فيقتل عدواً اعتدى عليه , فيرد عليه بعدوان مماثل , والحاكم الظالم يعتقد أنه يعاقب خصومه الذين يقاومون حكمه , فلا يتردّد في القضاء عليهم بالقتل أو السجن , والحاكم المستبد يرى أنه يفعل ما يحقق مصلحة شعبه ,وأنه مؤتمن على حماية الأمن والاستقرار ومنع الفوضى والاضطراب ..ومرآة النفس تري صاحبها ما يريد أن يراه , إلى أن يترسّخ الوهم في كيانه , فيرى نفسه كبيراً وهو صغير وعادلاً وهو ظالم ومصلحاً وهو مخرّب …

والدين هو أكبر ضمانة لمقاومة الأخطاء والانحرافات , لأنه ينمي مشاعر الخير في النفس ويشجع على وفي ظلّ غياب المعايير القانونية والأخلاقية ينفلت الزمام , وتعمّ الفوضى , ولابدّ من معايير لمعرفة الحقوق , سلوكيات الفضيلة .

( الزيارات : 1٬957 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *