كلمة اليوم
معظم الناس يعرف الهدف الذى يريده ويتمناه ان يكون , وهذا لا يعنى انه سيكون كما تمناه صاحبه , وهذا ليس مهما فى معظم الاحيان , وانما المهم ان تعرف الطريق الذى يقودك الى ذلك الهدف فلا تغامر فى اختيار الطريق لئلا تضل او تضيع ,فمن اخطأ فى البداية فقلما يصل الى هدفه فى النهاية ..
والناس لا يتفاضلون فى مدى ما يتمنون من امنيات , وانما يتفاضلون فى حسن اختيارهم للطرق التى تقودهم الى اهدافهم , والناس ليسوا سواء فى ذلك , وكلما ارتقى وعي الانسان كان اقدر على اختيار طريقه الذى يوصله الى محطته التى يريدها ..ليس مهما ان تتردد فى البداية وليس مهما ان تواجه عقبات فى طريقك , وهذا امر لا بد منه , ولكن المهم الا تجد نفسك وحيدا غريبا فى ارض لا تعرف طبيعتها ولا يعرفك اهلها , وتجد نفسك اسير واقع يحكم سيطرته عليك فلا تتمكن من التخلص منه الا بمشقة وتضحية قد تكون مكلفة لك وثقيلة عليك ..
من السهل على الانسان ان يحلم بالافضل , ولكن عليه ان يبحث عن الطريق المعبد الذى يوصله الى ذلك الحلم لكي تكون الاحلام فيه ممكنة , وما اكثر الحالمين وما اقل الواصلين الى ما يحلمون به ..
ضفة النجاح فى الحياة شاقة وتتطلب جهدا وتضحية , ومن اراد العبور الى تلك الضفة فعليه ان يحسن السباحة لكيلا تغرقه الامواج العاتية التى لا ترحم من لا يحسن التعامل معها ,.
والحياة مدرسة للانسان ويتفاضل طلا بها بمقدار ما يستفيدون من تلك المدرسة من تجارب الايام وسوابق الازمات, فالتاريخ يعلمنا الكثير من تجارب السابقين لئلا تتكرر الاخطاء , فلا عذر لمن لا يحسن الفهم ولا يسمع النصيحة ان اخطا فى معرفة الطريق او قادته الامواج الى شاطئ ليس هو الشاطئ الذى يبحث عنه ..وما اكثر الشطآن التى تستقبل التائهين والضائعين الذين يفقدون هوياتهم وكل ما كانوا يحملون من متاع الدنيا وامنيات المستقبل..
ما اروع الانسان الذى يحتكم الى العقل الذى اكرمه الله به لكي يميز به ما بين النافع والضار وبين الحق والباطل والجميل والقبيح من السلوكيات والافكار ..
احتكموا الى العقول التى اكرمكم الله بها لكي تدلكم على الطريق الصحيح الذى لا تضلون به ابدا , فمن اكرمه الله بعقل راجح وقلب طاهر ورعاية من الله فلا خوف عليه من زلل يصيبه او خطأ يصادفه فرعاية الله تظلل اصحاب النوايا الحسنة ممن يرعون الله ويحتكمون اليه فلا يعتدون ولا يظلمون ..