أخلاق الكبار

علمتني الحياة أن أحسن لمن أساء إليٌ ، وأن أعفو عمن أخطأ بحقي ، وأن أتجاهل إساءة المسيء ، وألا أُظهِر الضعف أمام من يفرحه ضعفي ، وألا أظهر خوفي ولو كنت خائفاً ، وأن أخفي آلامي وأحزاني عن الناس ، فالناس يحبون القوي ويهابونه ويشفقون على الضعيف ولو كان عدواً لهم ، وبعض الناس لا يحبون الضعف ولا يحبون نظرات الإشفاق من الآخرين ، ويمنعهم كبريائهم من إظهار ضعفهم ، وإذا ظُلِمُوا لا يعترفون بالظلم ويلتمسون العذر لمن ظلمهم أمام الناس دفاعاً عن كرامتهم ،وإذا حقدوا فإنهم لا يظهرون حقدهم ،وإذا انتقموا فإنهم لا يعترفون بانتقامهم ، وأصحاب الهمم العالية يسعدهم العفو عن أعدائهم ولا يسعدهم الانتقام ، ويخجلون من الانتقام لأنهم يعتبرون أن الانتقام لا يقوم به إلا الضعفاء ، والعفو من شيم الأقوياء ، ولا شيء يمكنك من إذلال خصمك كالعفو عنه والإحسان إليه ، وكبار النفوس يعفون ولا ينتقمون ، ويحسنون ولا يسيئون , وبذلك يكسبون خصومهم وتزداد هيبتهم في القلوب..

( الزيارات : 2٬790 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *