ازمة مفاهيم.ز

كلمات مضيئة.. ازمة مفاهيم

رسالة الاديان واحدة وهي الايمان بالله الواحد الذى لا شريك له , والدعوة الى العمل الصالح الذى يحبه الله وهو كل ما يؤدى الي  الكمال بكل مفاهيمه ودلالاته , واهم ذلك هو كرامة الانسان المؤتمن على ما كلف به لكي يبنى الحياة ويحافظ عليها , وجاء الوحي الالهي عن طريق الانبياء بما يبين للانسان طريقه من حقوق الله وحقوق العباد , وترك للعقل ان يختار طريقه الذى يحقق تلك المقاصد المرجوة التى تحقق له ذلك الكمال , والعقول متفاوتة وجهدها متجدد ويعبر عن حاجة كل مجتمع لتحقيق كماله , الحياة متجددة والفكر متجدد ورؤية الانسان لكماله لا تنفصل عن حاجة كل مجتمع , جهد الاجيال يحترم ويستفاد منه لفهم متجدد يعبر عن حاجة مجتمعه , الاجتهاد العقلى هو بحث عن الكمال , وما يحقق الكمال فهو الحق والصواب , لا تبعية لجيل لاحق بجيل سابق ولا افضلية ولا تقليد , المفاهيم تتجدد باستمرار , وما رآه اي مجتمع انه الحق فهو الحق , المقاصد توجه الدلالات اللغوية لانها هي المرادة , لا يحتج بدليل لا يقين في ثبوته ولا دليل بغير يقين  يؤكده , اما الاختلاف فى الدلالات فهو حق لمن يملك الحجة الاقوى التى تحقق المقاصد , جهد السابقين يحترم ولكن لا يقدس وهو جهد بشرى يعبر عن حاجة مجتمعه , ولا يقاس مع انتفاء مبررات القياس , وتحترم ارادة الجماعة , ولا يفتى برأي فردى ابدا , وانما يفتى من خلال هيئة علمية متخصصة , والدعوة ليست مهنة والدين ليس مطية والفقر الناتج عن الظلم والضعف جريمة بحق المستضعفين , والناس سواسية ولا تمييز بالانساب ولا القوميات ولا التفاضل القبلى , وما ترفضه الفطرة الانسانية من السلوكيات والافكار والقيم فهو مذموم , واي نظام اجتماعى لا يحقق العدالة ولا يحترم حقوق الانسان فتجب ادانته , واي نظام اقتصادي يجعل الاموال دولة بين الاقوياء فهو لا ينسب الى الاسلام , ومائدة الله لكل خلقه ولا احد ياخذ منها اكثر من حاجته الا قيمة جهده من غير تجاوز لحاجاته  , والدين حليف المستضعفين , وفضول الاموال تذهب للمحتاجين اليها , وحياة المجون والترف من الفساد الاجتماعى الذى يقاوم بالعدل  , ولا شرعية للتعبير عن الاخر الا بتفويضه الارادى , والاسرة الكونية متكافلة للدفاع عن الحياة , ولا خير فى انسانية يفتقد اهلها الرحمة بالمستضعفين , وفى مجتمع الايمان لا مكان للعبودية نظاما او واقعا اجتماعيا , واذلال المستضعف عبودية حقيقية والمستذل مستعبد  , ولا اكراه فى الدين , وجهد العقول خاضع للنقد والمساءلة والتقويم ولا عصمة لغير الانبياء  , وما اختص به الانسان لنفسه من الافكار فهو حق له , ولا حدود لحرية العلماء فيما قادهم اليه علمهم من الحقائق العلمية , والحرية لا تتجاوز صاحبها , وما ارتبط بحياة الانسان فهو احق به بشرط الا يتجاوز ثوابت الدين التى جاءت عن طريق الوحي , والتعصب المذهبى دليل جهل وتخلف , ولا سلطان لمذهب على غيره الا بالدليل والحجة , واستخدام الدين لما لا يحقق هدفا من اهداف الدين اساءة للدين,  واصحاب الاغراض لا يوثق بما يدعون  ولاتنقل رواياتهم وهم متهمون بقلة التقوى وضعف الضمير  , الصراع بين اتباع الاديان والمذاهب هو صراع على الدنيا وتتحكم فيه المصالح الدنيوية , ما ارتبط بحياة المجتمع وانظمته التى يحتاجها فامرها شورى بين من يعنيهم الامر , وما يرونه الاصلح لهم فهو الصواب الى ان يجدوا حاجتهم فى التغيير , ومن حق كل انسان ان يرى فى الحياة ما يترجح له انه الصواب بشرط الا يهدم بناءا قائما ولا يخالف ما ارتضاه المجتمع لنفسه مما هو حق له , التشدد والتطرف دليل جهل وتعصب وهو خلل فى تكوين الانسان ويهدد الاستقرار الاجتماعى ويسيء للمفاهيم الدينية ويعكر صفاءها ..

( الزيارات : 683 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *