اسس اسلامية وتطبيقات

اسس اسلامية وتطبيقات

……………………

رسالة الله التي ارسل بها رسله تتضمن دعوة الانسان لاصلاح الحياة بالتزام ما يلى : الايمان بالله اولا , والعدالة في الحقوق ثانيا ، والفضيلة في السلوك ثالثاوكل اصل من هذه الاصول يتضمن فروعا  متجددة  في كل عصر ناتجة عن تلك الاصول ومكملة لها , ويجب احترامها بروحية تلك الاصول  الاساسية ، الايمان بالله يعني الا شريك مع الله , ولا عبادة لغيره , ولا قداسة لاحد من عباده , وتجب العبادة لله وحده ، والطاعة فيما امر به من الاحكام التكليفيةً، والعدالة في الحقوق تعني ان الناس سواء في كل الحقوق الاساسية ، لا تفاضل في اي حق ولا تمايز بينهم ولا احد يملك مالا يملكه غيره من تلك الحقوق الاساسية ، ومن اهم ما تقتضيه العدالة ان تكون الحياة مضمونة من الله لكل عباده بكل اسبابها ، وكل مفهوم للعدالة لا يحقق كامل العدالة لا يعتد به ولا يحتج به ، وكل عدالة يضعها  الانسان تتحكم فيها مصالح الطغاة في الارض ولا يمكن الثقة بها  ولا تحرر مظلوما ولا تنصف محروما ، لا عدالة مع انتفاء العدالة في الحقوق  والاحكام التكليفيةً المرتبطة بتلك الحقوق ، ومن العدالة ان تكون السلطة بالتفويض الارادي المشروط باحترام الحقوق ومقاومةً الطغيان ، ومن العدالة ان يكون الكسب مشروعا , وان تكون الملكية الفردية ثمرة جهد مشروع لا استغلال فيه لحاجة محتاج ولا ظلم فيه ولا تجاوز ، ومن العدالة الا يكون هناك محروم ولا جائع ولا مظلوم ، وان تكون الحياة بكل اسبابها مكفولة ومضمونة ، ولا احد من عباد الله خارج الحق في الحياة من منطلق ايماني بوحدة الاسرة الكونية في دفاعها المشروع عن الحياةً ومقاومة اعداء الحياة من طغاة الارض وكل الظالمين في الحقوق والمستبدين بالحكم وسفهاء مجتمعهم ممن لا دين لهم ولا اخلاق من الافراد والمجتمعات ، اما الفضيلة فتعني الزيادة المؤدية الى الكمال في السلوك الاجتماعي الذي تحترم فيه الحيا ة فى الآداب والاستقامة والتكافل والتراحم ، هذه الحياة لكل عباد الله ، ولا احد يملك مالا يملكه الآخر ، ولا ينتقص حق احد الا بذلك التعاقد الاجتماعي الذي تقيد فيه الحريات بالمصالح العامة التي يراد بها حماية المصالح الاجتماعية بكل دلالاتها في المواقف والسلوك ، هذه هي الاسس التي خاطب الله بها الانسان المكلف ، وهذه هي حقيقة رسالة الاسلام التي ارسل الله بها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لكي يبلغها للناس ويبين لهم احكامها بما يهديهم الى الطريق المستقيم الذي يحبه الله ، اما المخاطب برسالة الله فهو الانسان المكلف باداة الفهم التي اكرم الله بها الانسان وهو العقل المخاكب والمكلف  يفهم الرسالة بالكيفية التي تحترم فيها روحية الخطاب الالهي ومقاصده الكلية في اصلاح الحياة بالنظم الاجتماعية التي يضعها الانسان بارادته واختياره لكي تحترم فيه تلك الاسس والثوابت والاصول ، كل جيل مكلف بما خوطب به الجيل السابق له ، وعليه ان بختار ما يصلح الحياة , ويقاوم بجهده كل ما يفسدها ، وهذا هو الجهاد المطلوب والمشروع والمحمود الذي يهدف الى ان تكون كلمة الله في احترام الحياة هي العليا ، وكلمة كل الظالمين والمستبدين وطغاة الارض وسفهائها من آل فرعون هي السفلى ، من احسن من كل العباد فله  اجره فيما احسن فيه ، ومن اساء و طغى وظلم وارتكب المنكرات التي حرمها الله والتي تفسد الحياة فلا مكان له عند الله , ولو رفع شعار الدين واستظل بمظلته وتوهم انه من المصلحين ، هذه هي رسالة الاسلام ، وهذه هي حقيقته ، كل جيل مكلف بان يفعل الصالحات التي تسهم في استقامة الحياة التي ارادها الله ان تكون , واوجد لها قوانينها الكونية العادلة ، الاجيال تتفاضل فيما بينها فيما تنجزه وما تحسنه ، ويسجل ذلك في سجل التاريخ كتراث انساني ، ويحمد كل جيل بما احسن فيه ، والله لا يضيع اجر من احسن عملا ، اللهم وفقنا لكي نحسن فيما نجتهد فيه ، واشرح قلوبنا لما تحبه وزين لنا عمل الصالحات التى تحبها من عبادك،

……………………………………

ا

( الزيارات : 200 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *