اسلام الرسالة لا اسلام التراث

اسلام الرسالة لا اسلام التراث

كنت انصت هذا الصباح الي كلام الله تعالى فى سورة الاسراء , وكانني اسمعها لاول مرة ، وحاولت ان افهم رسالة الله لكل عباده من كلام الله ، وليس من افواه   الدعاة ولا من  كتب  التراث ولا من التاريخ ، لم اكن بحاجة لكل ذلك ولم اجد فى كل ذلك ما يغنينى عن كلام الله وهو يخاطب الانسان ، انه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل وجاء لكي يفهم ، ان هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا , لاجل استقامة الحياة كما ار ادها الله ان تكون ، كتاب هداية لذلك الانسان الي الطريق المستقيم الذي يحبه الله ، كم نحتاج الي تحرير المفاهيم الاسلامية من مخلفات التاريخ لكي يصل الاسلام الصحيح من منابعه   لكيلا يختلط ماؤه ويختلف لونه. ويتغير طعمه ومذاقه , ويكون اسلاما بلا روحية المنهجية القرانية في احترام الحياة بكل مظاهرها ، تعالوا نرجع الي كلام الله. لكي نستمد منه ما يريده الله من الانسان ، ان اية النهار مبصرة فلا تجعلوها مظلمة بالاعراض عنها ، لقد ابتعدنا كثيرا عن الاسلام الحق كرسالة الهية واخترنا اسلاما كما تصورته  الاجيال المتعاقبة  نرفع شعاره ونتجاهل رسالته. في اغناء الحياة ورقيها . ، واصبحنا نتكلم عنه كتراث جيل وليس كرسالة لكل الاجيال ، الاسلام منهج  ايمانى لفهم الحياة  وكل جيل مخاطب به  ان يسمع كلام الله ,الاسلام  ليس تراث اجيال ونظم دول وتاريخ حروب  ومواجهات وانتصارات  يقع تقاسم غنائمها ومكاسبها بين المنتصرين وكل طائفة تأخذ حظها منه  , وتنافس فيه ، واصبح المسلمون يتنافسون ويتصارعون علي ما ورثوه عن اسلافهم من منجزات تاريخية ، رسالة الله تخاطب الانسان في كل عصر ومجتمع  وفي كل اسرة او قبيلة او دولة او لكي تهديه الي الطريق الذي يحبه الله , وهو الطريق المستقيم وهو طريق الذين انعم الله عليهم بنور الهداية ، وهم الذين امنوا بالله ولم يشركوا به وعملوا صالحا من غير ظلم وطغيان وفساد في الارض ، ًلا يقال دولة الاسلام ولا يقال نطام الاسلام ولا يقال حزب الاسلام ولا يقال قانون الاسلام ، الدولة والنظام والقانون امر دنيوي يضعه الانسان لنفسه ويكون صالحا اوفاسدا ، وهو ثمرة جهد انساني ينسب لاهله . وتراعي فيه مطالب الحياة التى ارادها الله ان تكون ، ما كان. صالحا منها واحترمت فيه اصول الاسلام الكلية فيما امر به من الحقوق وما حرمه من المظالم والمنكرات والفواحش فهو حسن , والله يحب المحسنين ، وما تضمن ظلما للعباد  في الحقوق وطغيانا في الاموال والثروات  واستبدادا في السلطة والحكم   فهو من الفساد في الارض والله لا يحب المفسدين ، لا بد من تحرير الاسلام من قبضة المستغلين له الذين ارادوه مطية لدنياهم يعبثون به بجهل , ولو بحسن نية ، فالفساد لا يبرر ، والطغيان. لا يمكن اقراره تحت اي شعار لانه يفسد الحياة، لا يقال. دولة الاسلام. ،وانما يقال دولة المسلمين وتنسب لاهلها  ولعصرها وتذكر بما بما تركته  من  اثار ,  فدولة الاسلام واحدة هي دولة النبوة التى يسددها الوحي الالهي ، ولا يقال دولة النبوة ، وانما يقال مجتمع النبوة بكل مقوماته  الايمانية والروحية , واهمها نزول الوحي والاحتكام اليه ، وبعد ذلك تنشأ الدول بجهد الانسان فيما هو من أمر الانسان ويقع التفاضل في مدي الالتزام بما امر الله به في احترام الحقوق واحترام. الحياة والتراحم والنكافل بين الناس. واجتناب ماحرمه الله من المحرمات والمنكرات ، وهذا هو معيار التفاضل الوحيد عند الله ولا تفاضل بالشعارات ولا بالانتماءات ، و الهوية الوحيدة التي بحملها الانسان معه هي الصلاح والفساد , ويكون بها من المهتدين الصالحين او من الضالين والفاسدين ، اقيموا دولكم وضعوا نظمكم ودونوا قوانينكم بجهدكم كما أمر كم الله به ، وما ترجح لكم الحق فيه من غير ظلم وطغيان واستبداد ، فما احسنتم. فيه فلكم الاجر عند الله , وما ظلمتم فيه وابتعدتم عن الطريق المستقيم بسبب طغيان الاقوياء علي الضعفاء واستبدادهم بالحكم والمال اسباب القوة والقهر وظلم عباد الله فهذا من الفساد في الارض. والله لا يحب المفسدين ، الاسلام دين ورسالة ومنهج وتربية  , اما الدولة فهي اختيار انساني توافقي تحكمه المصالح  وينشئه التعاقد الاجتماعى المشروط والمقيد  , والدولة  مظنة للطغيان ولا يقال دولة الاسلام ولا يفال قانون الاسلام وانما يقال قانون مستمد من احكام الفقه الاسلامى ، النظم والدول من جهد الانسان لحماية مصالحه الدنيوية ، اما الاسلام فهو رسالة هداية ومنهج حياة لكل الاجيال ، وكل مجتمع مخاطب ومكلف ومؤتمن ان يحترم احكام الله فيما خوطب به الانسان ، رسالة الله مستمرة,  وتخاطب كل الاجيال

الي يوم الدين بامرين : الايمان بالله. وبكل ما جاء من عند الله والعمل الصالح الذي يسهم في اصلاح الحياة ، حرروا الاسلام من المفاهيم التاريخية التى تعبر عن مجتمعها  وثقافة الاجيال  المتأثرة بقيم عصرها ومصالحه  من الدول والنظم والقيم والاعراف التي تتنافي مع روحية رسالة الاسلام الخالدة المستمدة من كلام الله وبيان رسوله. في تكوين المجتمع الاسلامى الذى يجسد قيم الاسلام المستمدة من مصادره الاصيلة …

 

( الزيارات : 405 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *