اسمع اولا ثم احكم

..

 

علمتني الحياة

أن لا ألوم أحداً على أفعاله إلا بعد أن أسمع أقواله وأعرف دوافعه فربما ألتمس له العذر فيما يفعل , وكل سلوك لا بد له من دوافع وبواعث , فالفطرة الإنسانية تحب الكمال وتميل إليه , وتحب السلام وتختاره وتكره العدوان وتضيق بالحروب والقتل والعنف ، وكلٌ سلوكٍ يخالف هذا مخالفٌ للفطرة ، وليس سلوكاً تلقائياً في الإنسان ، ولا يمكن لأيّ إنسان أن يختاره طائعاً ، فإذا وجدنا من اختاره فعلينا أن نبحث عن الأسباب فهناك أسبابٌ قد تكون مشرعة ومقبولة ، وهناك أسباب غير مشروعة وغير مقبولة ، والعاقل ينصت لما يسمع ، ويساعد الآخر على نفسه إذا كانت نفسه تدفعه لطريق الانحراف والنفوس المريضة تصغر الأشياء في نظرها وتكبر والنفوس تمرض كما تمرض الأبدان فالعين المريضة تبصر الأشياء بصورة مغايرة للحقيقة وترى الألوان بصورة مخالفة لواقعها والنفوس المريضة يكبر الوهم لديها , فالأمور الصغيرة تراها كبيرة , وتبرر لصاحبها من الأفعال ما لا يمكن تبريره , وإذا ارتبط بعقيدة دينية فلا حدود لخطره , لأن الدين يمنع الإنسان من الخطأ والقتل والظلم , فإذا اعتقد الإنسان أنّه على حقٍ فيما يفعله , وأنّ الدين يأمره بذلك فإنّ من المؤكد أنه يقبل على ارتكاب أعمال خاطئة ..

ويعالج المرض النفسي بزوال الأسباب المؤدية إليه , وأهمها الشعور بالظلم والاضطهاد , ولا حدود لأثر هذا الشعور في كلّ أنواع السلوكيات الغضبية كالقتل والعدوان والحروب ..

( الزيارات : 1٬534 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *