اهمية الاستفادة من الاخطاء

 

علمتني الحياة

أنّ الإنسان الذي لا يستفيد من أخطائه السابقة , لا يمكن إلا أن يقع في أخطاء جسيمة , وهذا ليس من صفات العقلاء , فالعاقل لا يكرّر خطأه الأول , ويخرج من التجربة الأولى بفائدةٍ جديدةٍ تقوده إلى طريقٍ معبد وآمن , والذي يقرأ التاريخ ولا يتعلّم منه لا بدّ له أن يقع في نفس الأخطاء التي وقع فيها أسلافه , فالغاية من قراءة التاريخ هو الاستفادة من تجربة السابقين , وما جرى في الماضي سيجري اليوم وغداً , وإن تغيرت الوجوه , فاليوم هو الأمس , والغد هو اليوم , وطبائع النفس البشرية لم تتغير من حيث الاستعدادات والميول والغرائز , إلا أنّ المؤثرات الخارجية قد تتغير بسبب تغيّر الأزمنة والأمكنة , ورؤية الإنسان للأشياء تتغير حتماً باختلاف الأجيال , وعندما نقول بوجوب الاستفادة من التاريخ فيجب مراعاة المتغيرات بين الماضي والحاضر , والمتغيرات تحتاج لقراءة متأنية وذكيّة وعاقلة , ومن لا يقرأ الواقع كما هو في حقيقته بعيداً عن الأوهام والمبالغات فلا بدّ إلا أن يدفع ثمن ذلك , وهذه من دروس الماضي , والقرارُ الذي يتخذه الإنسان في لحظة انفعالٍ وغضبٍ لا بدّ إلا أن يدفع ثمنه غالياً , والمغامرون قد يربحون مرّة ثم سيخسرون , والشعوب التي لا تغضب لحرّيتها لا تستطيع الدفاع عن نفسها , والقضية التي لا تجد من يضحي لأجلها قضية خاسرة , والنصرُ حليف الشعوب المتماسكة والمتناصرة والمستعدة للتضحية , والظلم لا يدوم وإن طالَ زمنه ..

( الزيارات : 831 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *