اعرف صديقك قبل الصداقة

 

علمتني الحياة

أن أتعرَّف على أصدقائي قبل أن أصادقهم وأن أعرف كلّ شيء عنهم ،وما تنطوي عليه نفوسهم ، من استعدادات ورغبات ومواقف ، وهذا يساعدني على معرفة الأسلوب الأفضل للتعامل معهم وعليك أن تعرف ما يريد كل صديق من صداقته منك ، وأن تعرف لماذا يصادقك ولماذا تصادقه ..

وليست هناك صداقة بغير أهداف وغايات ، وقد تكون مطالب مشروعة وغايات مقبولة ، فقد يصادقك أحد الناس طمعاً في مال تعطيه إيَّاه ، فأعطه إذا كان بحاجةٍ للمساعدة ، وأعنه على حياته ، ويكون لك وفيَّاً ، وإن كان طامعاً بأكثر من ذلك وتوريطك في أمر لا مصلحة لك به فابتعد عنه ، وإن كان طامعاً في جاهٍ يريد تحقيقه عن طريقك فافسح له مكاناً في مجلسك ، ولا تبخل عليه بما ينفعه ولا يضرُّك ، وإن كان يريد الاستفادة من علمك فقرِّبه منك وأعطه العلم الذي يريد  ،فهذه مسؤوليَّة أخلاقيَّة وهو يسعد بما يأخذ وأنت تسعد بما تعطي ، وإن كان يبحث عن قضاء وقت للتسلية فلا تضيِّع وقتك فيما لا يفيدك ، ولا تغلق بابك أمام أحد ، ولكن لا تفتحه إلا لمن يستحق ذلك ، ومجالسك العامَّة تتسع للجميع ، ومجالسك الخاصَّة ينبغي ألا تتسع إلا لمن تختار من الأصدقاء والصادقين ، واختر أصدقائك وقرّب من تشاء منهم ، ولا تصادق من لا تريد مصادقته ، وابتعد عن كل من لا تثق به  .

( الزيارات : 1٬151 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *