افتحوا النوافذ للحياة

افتحوا النوافذ للحياة

 الحدائق العلمية لا تورق اغصانها ما دامت نوافذها مغلقة وابوابها موصدة ً ، ولا تمدح بجدرانها الحصينة ولا تحمد بصلابة ابوابها المتينة ، كل الحدائق تحتاج الى الهواء والشمس والماء لكي تورق وتتفتح الزهور  وتبتسم  للحياة , ويجب ان تفتح الابواب المغلقة وترفع الحجب والستائر عن النوافذ الموصدة لكي ندخل اليها الشمس  الدافئة  , ويتجدد هواؤها بجهد كل جيل فيما اضافه من تجاربه وافكاره وقضاياه ، وتذكر الاجيال بما اسهمت فيه واضافته الى ثقافة مجتمعها ونهضته , وتتنافس فى ذلك وتتفاضل  لكي تستمر الحياة بجهد ذلك الانسان المتجدد على الدوام والمستخلف على الحياة ان يكون امينا عليها , ويعمل لما يحييها ويجدد خلايا ما تخلف من المفاهيم , ويصحح ما انحرف من الافكار ، صروح العلم تذكر باثرها العلمي في تكوبن تلك الاجيال المتعاقبة التي تنهض بمجتمعها لكيلا يكون الدين تاريخا وتراثا , ولا الايمان بالله شعارا وتقليدا ، حدائق العلم يجب ان تزهر وتعطي عطاءها باذن ربها وتغني الحياة يالمعرفة التي تغذي العقول , وتحررها من الجهل والتبعية والتقليد والتعصب  ، مواكب الحياة متجددة على الدوام   بذلك الانسان المخاطب بامر الله والمكلف بان يعمل صالحا,  ويسعى في الارض لكي تستمر الحياة بجهده وعمله ، هذه الارض بكل ما فيها لكل من فيها من  الاحياء ، ولايحرم احد من رزق الله الذي سخره لكل عباده من غير تمميز بينهم الا بما يعملون ويصلحون ، طغاة الارض في كل عصر ومجتمع هم اعداء الله بمظالمهم وطغيانهم وانانيتهم وقسوة قلوبهم ، ويجب التصدي لهم ومقاومتهم ومنع عدوانهم على المستضعفين من عباد الله لكي يعبد الله وحده ويحمد ويشكر ، كم نحتاج الى حياة انسانية بلا طغيان ولا مظالم ولا مفاسد ، هذه هي رسالة الله التي ارسل بها رسله مبلغين لمضمونها ومبينين لاحكامها التكليفية لكي تستقيم الحياة بجهد المؤمنين الذين يفعلون الصالحات التي امر الله بها ,وبجتنبون ما حرمه الله على عباده من المظالم في الحقوق والمنكرات في السلوك ، والانسان مخاطب بامر الله ومكلف ومحاسب ومسؤول ، ويجب ان يفهم ما خوطب به من ربه بالكيفية التي تحترم فيه روحية الخطاب الالهي في الدعوة لاحترام الحياة لكل العباد ولو كانوا عصاة وغافلين ، والعقل مخاطب من الله بخطاب الله ان يفهم ذلك الخطاب بالكبفية التي يترجح له الحق فيه , ويجد فيه مصالح العباد المشروعة للدفاع عن حياتهم وحقوقهم ، هذا الوجود بكل ما فيه ومن فيه هو مملكة الله االتى لاشريك له فى تدبيرها  ، وقد احكم الله امرها بقوانين محكمة بالاسباب المدركة بالعقول  المستمدة من النور الالهي , ولا خوارق للاسباب الا بامر الله فيما تكون فيه الحكمة فى التدبير ، لا تكليف خارج الاهلية العقلية , ولا تعطيل للعقل عن المهمة التي خلقه الله لاجلها ، ويجب تحرير العقل من جموح الغريزة الفطرية لكي يتمير الانسان بعقله الذى يملك الارادة والاختيار ويتميز بانسانيته عن صفة  البهيمية التي تقودها الغرائز العمياء الجامحة ، رسالةً الله واحدةً , وهي الايمان بالله وبكل رسله وبما جاء من عند الله من الايمان بالغيب والعمل الصالح الذى يشمل كل ما يسهم في اصلاح الحياة , واهمها العدالةً في الحقوق والاستقامة في السلوك ، واجتناب كل ما يفسد الحياة من المنكرات والفواحش ، الله هو خالق الوجود ومبدعه بكل ما فيه ولا شيء خارج ارادته ، والوجود هو ما يدركه العقل منه ، وهو موطن التكليف ، وما كان خارج الادراك العقلي ليس من اختصاص الانسان ، والخوض فيه بجهالة  قد يؤدي الى الضلالةً ..

( الزيارات : 218 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *