افعل.. ولا تتجاوز

كلمات مضيئة ..افعل.. ولا تتجاوز

ما يشغل الانسان ليس هو الحقيقة المطلقة وانما ما يتوهمه انها الحقيقة , وما يتوهمه هو الذى يشغله ويتؤجح له انه الحقيقة , واداة المعرفة هو القلب الذى يتميز به الانسان , القلب كالمرآة التى تنعكس فيها صورة ما يقابلها , احيانا هي صورة صاحبها عندما ينظر اليها , واحيانا يرى صورة السماء او الاشجار او البحار , المرآة صفحة صافية لا شيء فيها , تبرز حقيقة ما يواجهها , وصفحة الماء كمثل المرآة لا شيء فيها الا صورة ما يواجهها ,عندما تنظر فى المرآة لاترى حقيقة ما تراه وانما ترى صورته فقط , عندما تبرز صورتك فى المرآة فلست انت , وانما صورتك فقط , افكارنا ليست منفصلة عما فى داخلنا , ما نخفيه نعبر عنه , ولهذا تتعدد الافكار وتتناقض وتتنافر , لانها وليدة ما فى داخل كل فرد منا , عندما نكون ملامحنا جميلة فسوف نراها فى المرآة جميلة , واذا كانت قبيحة فسوف نراها قبيحة , عندما نفرح او نحزن فسوف نرى ملامح مانحن فيه , خواطرنا تعبر عن انفعالنا بما حولنا , مصادر فكرنا تاتى من مصدرين الاول هو ما فى داخلنا من قوى وانفعالات,  واهمها الغرائز الفطرية والاستعدادات التى تتحكم فيها الجينات الوراثية , الغرائز تحركنا نحو كمالنا البدنى بطريقة لا ارادية وهي متحكمة وفاعلة وملحة, وهي عمياء لا بصيرة لها , وتوجد كاملة فى الصغار والكبار وفى العقلاء وغير العقلاء , لا احد لا يضعف امام الحاحها , الجائع لا يعرف طريقه عندما يشتد جوعه طلبا للطعام , ومن سيطر عليه غضبه افقده رشده , وهذه هي مقاتل العقلاء عندما يضعفون ويستسلمون , ولهذا كانت المجاهدات الروحية لكبح جماع النفوس , اما القوة الاخرى المؤثرة فى افكارنا فهي العوامل الخارجية المؤثرة فى تكوين الافكار , واقساها الشعور بالظلم والاضطهاد مما يولد الالم,  والالام جروح نازفة لا تتوقف ولا تندمل , الفقر الناتج عن الظلم لا يبرر وهو مصدر الحقد الاجتماعى والتوترات النفسية واشكال العنف السلوكى , الشعور بالظلم ينتج فكرا قاسيا وقاتما وداميا , لا شيء كالحقد يدمر المجتمعات ويهدد الامن والسلام ليس فقط فى نطاق العلاقات بين الافراد والطبقات , وانما بين الدول , العدالة او السلام خيار وحيد , الجريمة هي ثمرة الشعور بالظلم , ما نعبر عنه او  نكتبه ليس هو الحقيقة المطلقة,  وانما هو وليد مانشعر به وما نخفيه فى ذاكرتنا , عندما نفهم رسالة الدين نعيد النظر فى كثير من المفاهيم الاجتماعية والاعراف والقيم التى تتناقض مع رسالة الدين , معظم الناس فى عصور التخلف والجهل يرىد من الدين ان يبرر له ما يريد , وفى كل عصر هناك من هو مستعد لذلك , الدين يرشدنا لكي نكون صالحين ومصلحين فى تجارة او سياسة ا وفى علاقة عامة او خاصة , واهم ما يريده الدين هو الاستقامة فى فكرنا وسلوكنا , وان نكون اكثر رحمة وانسانية , الانسان مكلف ومؤتمن وهو مسؤول عن اختياراته , واهم ملامح الدين هو الادب والخلق  واحترام حقوق كل الاخرين , الدين له مقاصد واهداف وهي المرجوة ولا عبرة بالمظاهر والادعاءات والشكليات , الانسان يهتم بطهارة داخلك وصفاء نفسك لكي تكون الافضل والاكمل , الدين يرشدك الى الكمال ويحببه اليك فماليس من الكمال فليس من الدين ولا يحقق اهداف الدين , من استقام فالطريق امامه مفتوح , ومن حق اي انسان ان يختار افعاله الارادية الدالة على حبه للكمال والفضيلة , الدين لا يتنافى مع الفطرة الانسانية فى كل ما تشتاق اليه من غير تجاوز او شطط , ليس الجهل الا تقرأ ولاتكتب ولكن الجهل الا تحسن الفهم فيما تختار والا تفرق بين الحق والباطل ..  

( الزيارات : 568 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *