المعرفة والعلم

كلمات مضيئة ..المعرفة والعلم

مازال الفلاسفة والمفكرين منذ فجر التاريخ يبحثون عن المعرفة وما هو الطريق الذي يوصل اليها , والمعرفة اعم من العلم واشمل لان العلم يوصلك الى المعلوم وتلك  هي حقيقته , اما المعرفة فلاتدرك بذاتها وانما تدرك باثارها , ولذلك يقال العارف بالله ولا يقال العالم بالله لان الله تعالى يدرك عن طريق  اثاره بالتامل والتفكر , واداة العلم هو العقل ولا يتجاوز العلم المعقولات المدركة بالحس والتجربة , اما المعرفة فهي درجة قلبية وتفيد اليقين الذى لا يحتمل الشك ولا الريب , واليقين لا يحصل عن طريق العقل فى الالهيات الخارجة عن الاستدلال العقلى الى اليقين الايمانى الذى هو عطاء من الله واداته الفطرة والصفاء الروحي , اما العلوم والمعارف فاداتها هي العقل والاستدلال العقلى القائم على البرهان , كل العلوم ذات طبيعة برهانية,  ومنها العلوم الاسلامية كالفقه واصوله وكل العلوم المرتبطة بتفسير الدلالات اللغوية , وهذه العلوم اداتها المناهج العلمية والادلة البرهانية والقدرة على الاستنباط وحسن الفهم , وهناك مناهج اشراقية ذات طبيعة روحية وتعتمد على المعرفة الالهامية العرفانية الناتجة عن التامل , وهذه مناهج ذات طبيعة ذاتية , ولكن لا يحتج بها ولا يستدل بها لانها لا تخضع لمعايير شرعية ضابطة لها تتحكم فى انزلاقاتها , ومعظمها تخضع  للاهواء وتتحكم فيها الاوهام , وقد ادى هذا الى كثير من الانحرافات والمناهج الباطنية المنحرفة , هناك صادقون وهم قله والمنحرفون هم الاغلب , اما المناهج العقلية فهي ذات منهج استدلالى عقلانى منضبط لا انحراف فيه ,  يتسع ويضيق ويهتدى ويضل , ويبتدئ من البديهيات العقلية التى يدركها الاطفال منذ طفولتهم كاستحالة المستحيلات وعدم قبول التناقض ثم تتسع العقول بفضل التجربة والملاحظة فى رحلة طويلة لاكتشاف المزيد من قوانين الطبيعة التى كانت خافية , لقد اكرم الله الانسان بالعقل وهو المخاطب والمؤتمن ولا يمكن الانكار عليه فيما قاده اليه عقله من شؤون الحياة , العقل مؤتمن وتجب الثقة به واداته العلم , ولا يمكن انكار ما اجمعت عليه العقول من المصالح فيما يتعلق بالتدبير والتنظيم وكل ما يتعلق بالمعاش والمصالح المشروعة , العقل هو المشعل ولا يمكن اطفاء شعلته ما دام ملتزما بما امره الله به من العقائد والثوابت التى مصدرها الوحي والنبوة , وما تجاوز ذلك مما خوطب به الانسان فالعقل هو اداة المعرفة فيه , وله الحق فى الخطأ والصواب لانه باحث عن الحق , والباحث عن الحق لا يضل ولو اختار طريقا مختلفا ..رحلة الحياة جهاد مشروع وهو جهاد الصالحين للوصول الى الله عن طريق محبة الخير الذى يحبه الله من عباده.     

( الزيارات : 554 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *