العلم فى خدمة الانسان

كلمات مضيئة.العلم  فى خدمة الانسان

 اهتم الامام الغزالى فى كتابه الاحياء بالعلم وفرق بين العلم والمعرفة كما فرق بين العلم المحمود والمذموم  , فالعلم اداته العقل , وطريقه الاكتساب عن طريق التعلم ممن يملك ناصية العلم , وغاية العلم معرفة الاشياء على ما هي عليه , ما تحتاج اليه الاسرة الانسانية لكمال حياتها  هو العلم المحمود ويشمل كل العلوم الشرعية وغير الشرعية , ومالا تحتاج اليه فهو مذموم للانشغال بمالا يفيد من الاهتمامات,  وهناك علوم ضارة وتشمل كل العلوم التى تسهم فى شقاء الانسان او تهدد حياته ولا عذر لمن يشتغل بها , والاتجار بما هو ضار بالانسان في حياته وصحته وشؤون معاشه , ويشمل كل المخترعات التى تقوض المجتمع او تهدد الاستقرار الاجتماعى , لا بد من اخلاقية العلم لكي يكون فى خدمة الانسان , كل علم يسهم فى اسعاد الانسان فهو محمود وكل علم يسهم فى ترويع الانسان وتخويفه فهو مذموم ومنه كل العلوم التى اتجهت لاختراع الاسلحة المدمرة المسخرة لتخويف المجتمعات , كل علم تحدد مكانته طريقة استخدامه , من واجب المجتمعات المختلفة ان تقاوم كل استخدام للعلم  لتحقيق اهداف غير مشروعة , العلم فى خدمة الانسان للتخفيف من شقائه ومعاناته , عندما يوجه العلم لاكتشاف قوانين الطبيعة وتطوير البحوث الطبية والغذائية فهذا جهد محمود ومطلوب  ويجب ان يشجع بكل وسيلة , لاعذر لمن استخدم العلم لتطوير الاسلحة المدمرة والاتجار بها , الحضارة ان نتحكم فيما تنتجه العقول لكي تكون فى خدمة الانسان , ومن واجب الاسرة الكونية ان تقاوم انحراف العلم والعلماء عن غاية العلم الاخلاقية , العلم امكانة عملية ناتجة عن جهد علمي ويخضع جهد العلماء لرقابة مجتمعهم , فما كان لخدمة الانسان امنا وسلاما فى الصحة والغذاء فهذا محمود ومطلوب , وما انحرف واسهم فى تقويض السلام الاجتماعى كا ستنساخ الانسان وتقويض الاسرة والتلاعب فى الانساب والعبث بالابدان فهذا امر مذموم ويجب ان يقاوم الا اذا كانت غاياته مشروعة لترميم الاختلال الناتج عن التكوين وليس تغيير ما كان سويا الى غيره , لا بد من اخلاقية العلم وتكوين العلماء اخلاقيا لكي يكون العلم فى خدمة الانسان , كل العلوم العقلية التى اسهمت فى تطوير الحياة الى الافضل والايسر والاعدل والاكمل فهي محمودة ومطلوبة , ويجب ان تحترم وتشجع,  واداتها العقل وتجب الثقة بالعقل وهو المنطلق لحسن الفهم وهو المخاطب والمكلف والمؤتمن , من طبيعة العقول انها تعمل بطريقة ميكانيكية تميز بين الاشياء , وتخضع للغرائز وتتحكم فيها المصالح , وتعمل فى الخير والشر معا , اذا كان صاحب العقل مرتبطا بالله وملتزما بما اؤتمن عليه فانه لا يفعل ما حرمه الله عليه من افعال الشر , واذا كان صاحب  العقل غافلا عن الله منحرفا عن الطريق كان عقله اكثر استعدادا للشر , وكان علمه اداته لاختراع وسائل الدمار ولا يجد فى ذلك رادعا ولا رقيبا , ومهمة القانون ان يراقب جهد العقول لكيلا تنحرف فتكون اداة بيد الاشرار وتجار الحروب واعداء الانسان , ما اقسى المتاجرين بالانسان الذىن لا يتوقفون عن اختراع كل ماهو سيء مما يهدد السلام الاجتماعى , طغاة الارض من الافراد والدول يتاجرون بالمستضعفين من الشعوب الفقيرة استنزافا لارضهم وسرقة لثرواتهم واستعمارا لدولهم , وما زالت وسائل الاتجار اليوم اقسى , عن طريق اذلالهم والتحكم فى اقتصادهم وسياستهم وفرض الوصاية عليهم فيما يختارون لانفسهم , العقل الانسانى اذا لم يخضع لمعايير تربوية وايمانية وروحية فقد يكون هو الاداة التى يستخدمها السفهاء فى كل عصر لاذلال المستضعفين من الافراد والدول والشعوب , العلم فى خدمة الانسان للتخفيف من شقائه ولا يمكن للعلم ان يكون الاداة لابتزاز الشعوب الفقيرة لافقارها والتحكم فى امرها , لا بد من الكوابح للامساك بمقود الرحلة الانسانية الكونية , لا بد من رقابة كونية على  طغاة الارض لكي تكون الحياة لكل الذين خلقهم الله من غير تمييز بسبب انتماءاتهم العرقية والقومية , مهمة الدين كبيرة لمن احسن فهم رسالة الدين  الحقيقية فى دعم قيم الخير فى النفس والسلام بين الشعوب.

( الزيارات : 556 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *