الإحتفال المنتظر

الإحتفال المنتظر

المولد-النبوى-الشريف


أتمنى من كل قلبي صادقاً أن يكون هناك احتفال واحد كبير بالمولد النبوي الشريف في المدينة المنورة وفي رحاب المسجد النبوي تشرف عليه السلطة المؤتمنة على الحرمين , وتضع له برنامجاً يليق بالمناسبة من ناحية الأهداف المرجوة من الإحتفال .
ويشارك في هذا الإحتفال قادة العالم الإسلامي وعلماؤه ورموز الإيمان والعقيدة من كل البلدان ومن كل من أراد المشاركة فيه من دول وشعوب وحكام

والغاية منه تحقيق هدفين :

الأول: إبراز وحدة العالم الإسلامي في هذه المناسبة والإلتقاء حول هدف لا خلاف بينهم فيه وثوابت إسلامية تجمعهم في الأصول المرتبطة بالعقيدة..وهو ظاهرة قوة ووحدة ..ما أجمل أن نعرف طريقنا إلى القوة والوحدة ؟!..

الثاني: الإلتزام بما هو متفق عليه بين المسلمين من أنواع السلوكيات المنضبطة والملتزمة بالثوابت في العقيدة والأحكام والسلوكيات ..

وبهذه الطريقة يكون هذا الإحتفال هو الإحتفال اللائق والمعبر والنموذج الأمثل للكيفية الراقية في التعبير عن الإعتزاز برسول الله في مدينة الرسالة التي هي أجدر المدن باحتضان هذا الإحتفال وفي مسجد هو أولى المساجد بأن يشهد هذا اللقاء الإيماني العظيم للتعبير عن وحدة المشاعر وسمو العواطف والتمسك بالقيم الإسلامية..
إننا ننتظر مثل هذا الإحتفال أن يكون .. ولابد إلا أن يكون يوماً ما عندما يريد الله لهذه الامة أن تعرف طريقها إلى ما يحقق عزتها وكرامتها بمواقفها العاقلة واختياراتها الراقية في التعبير عن ذاتيتها وقيمها وثقافتها وخصوصياتها..

محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
أتابع باهتمام وفرحة وبهجة مشاعر المؤمنين الصادقين المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..كم هم سعداء بمناسبة المولد وكم هم سعداء بفرحتهم وكم هم سعداء بتعبيرهم الصادق عن إيمانهم ومحبتهم..هؤلاء لهم أجرهم عند ربهم ولهم مكانتهم عند من فرحوا بمولده وأحبوه وتعلقوا به لأنه رسول الله إليهم ..
كم هو سيء أن نختلف في جواز الإحتفال أوعدم جوازه,..أليس هذا الإختلاف في حكم المولد من قلة الأدب مع صاحب المولد..لا أحد يجبر المترددين على الإحتفال إن أرادوا ألا يحتفلوا , ولا أحد يلومهم على عواطفهم وتقصيرهم إن لم يشعروا بالبهجة والفرحة..ولكن اللوم يقع على من يريد الإساءة للآخرين فيما يفعلون من إعلان فرحتهم وإبراز عواطفهم ..
رسول الله لا يرد من جاءه محباً له متعلقاً به ولو أساء في لغة تعبيره أو تجاوز الأدب في خطابه بسبب جهله , فالمحب يشفع له حبه إن تجاوز ويلتمس له العذر إن أساء , ولكن لا عذر لمن يسيء الأدب مع رسول الله في اتهام من يود التعبير عن حبه بالشرك والكفر والضلال ..لاعذر لهؤلاء الجهلة بالدين إذا أساؤوا أو تجاوزوا أو تكلموا بما يسيء لمشاعر المحبين لرسول الله..
من لا يدفعه حبه القلبي الصادق لرسول الله أن يفرح بمولده فلا حاجة لاحتفاله ,وفعله مردود عليه .. الإحتفال بالمولد تعبير عن عاطفة , ومن أراد أن يعبر عن تلك العاطفة فلا حاجة له لكي يستأذن غيره في التعبير, فالصدق هو دافعه والمحبة هي شفيعه حتى فيما أخطا فيه أو تجاوز ..
كيف تنهض أمة تتردد في الاحتفال برسولها وتختلف بين مؤيد ومعارض ومنكر..ما أكثر ما يفعله الجهل في مجتمعنا..التمس العذر لمن يريد ألايحتفل بالمولد لأي سبب من الأسباب .. ولكن لا ألتمس العذر لمن يسيء الأدب مع رسول الله في الإساءة للمحبين له باتهامهم بالشرك والضلال فلا شرك مع سلامة العقيدة ولاضلال في التعبير عن العاطفة ..إذا رأيتم من أخطأ في التعبير عن فرحته فقدموا له النصيحة وعلموه ماهو بحاجة إليه من بيان, ولكن لا تتهموه بالضلال والزيع فمن أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لايمكن أن يكون من الضالين أبدا..

حكمة
من احب رسول الله صادقا فلا يتهم بالضلال ابدا وان اخطأ فى وسائل التعبير عن حبه..

حكمة 
كيف تنهض امة يشغلها اختلافها فى فروع الدين عن الاهتمام باصوله وفهم حقيقته

( الزيارات : 1٬561 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *