الاخيار يتميزون بمواقفهم.

ذاكرة الايام ..الاخيار يتميزون بمواقفهم..
كان لى معيار  أعتمد عليه فى حكمى على الاخرين وفى اختيار صداقاتى , ولا ادعي انه المعيار الافضل ولكنه هو ما كان بنسجم مع قناعاتى الشخصية , كنت انظر لكل الاخرين من خلال ما اراه منهم وما يترجح لى من الحكم عليهم , كنت ارى ان الأخر مهما كان اختياره لاسلوب حياته يملك كل الحق فى اختيار افكاره ومواقفه كما يراها لنفسه وهو الاعلم بما يلائمه , وليس من حق اي احد ان يتدخل فى اية خصوصية من خصوصياته فهو مكلف ومسؤول ومؤتمن , ومن حقه ان يختار لنفسه ما يراه الافضل له ولا وصاية لاحد على غيره , ولا يمكن لاي احد ان يدعي انه على حق وانه على صواب , كلنا فى الحياة مخاطبون ومكلفون ونملك اداة الفهم ولنا عقول تدرك ما ينفعها وما يلائمها , كنت انظر لكل الاخرين من خلال معيار واحد , هناك اخيار واهل استقامة ويحترمون انفسهم ولا يتجاوزون ولا يفعلون مالا يليق بالانسان ان يفعله من افعال النقصان , وهناك فريق أخر كنت لا ارى فيهم هذه الخصال ولا يتورعون عن الاساءة للأخرين او التعريض بهم بما لا يجوز , لعل هذا الامر يتعلق بشخصية الانسان , فالاستقامة خلق الكبار الذين يحبون الكمال ويخجلون ان يصدر منهم ما يتنافى مع الكمال , هذا الصنف من اناس كنت احبهم واحترمهم واجد فيهم خيرا وكنت احب ان اكون قريبا منهم , بعض هؤلاء التقيته مرة واحدة واستمرت الصلة بيننا ولم تتوقف , كانت العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل , ولم اندم قط على صلتى بهذا الصنف من الناس , اما ما يختارونه لانفسهم من المواقف الناتجة عن قناعات عاقلة فهذا حق لهم ولم اكن اسمح لنفسي ان انتقصهم هذا الحق , احيانا كنا نتناقش ونختلف فى المنطلقات ولكننا لم نتخاصم ولم نتباعد , السنا نبحث عن الحق , اذا كان هذا المخالف عالما فمن حقه ان يختار اراءه ويعبر عن قناعاته , واذا كان من العامة فكنت احترم ما هو فيه ولكننى كنت احب الادب فى الحوار والاعتدال فى المواقف والنزاهة فى المواقف , صفة كنت اكرهها ولا احتمل اهلها ولا احب مواصلتهم وهي صفة النفاق التى تدفع اصحابها للدفاع عن افكار ليست هي افكارهم وليست معبرة عن قناعاتهم ويريدون بذلك التقرب من رموز القوة من اهل السلطة او المال او الجاه الاجتماعي , كنت احترم الفكر ولا احب من يدافع عن باطل وهو يعلم بذلك , الخلاف حق لصاحبه والنفاق انتقاص من الكرامة والكبار لا ينافقون لانهم يحترمون انفسهم ,النفاق صفة الصغار , هناك ضمائر لا تشترى وهناك اقلام لا تستأجر , كنت انصت لكل مخالف بشرط ان يعبر عن قناعته ولا انتقص منه حقا من حقوقه ولكننى لا احب من يقول كلاما ولا يؤمن به , من حق الانسان ان يصمت اذا لم يتمكن من الكلام ولكن ان يقول مالا يؤمن به فهذا لا يليق, كان معيارى هو الاستقامة بمفهومها الاشمل وهو احترام الانسان لنفسه , الاستقامة لا تعنى الغرور ولا الوقاحة ولا تعنى الجمود والعزلة وانما تعنى ان تختار الموقف الذى يليق بك والكلمة التى تعبر عن رقيك وادبك حتى مع من يخالفك اويسيء لك….
( الزيارات : 1٬179 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *