الارادة..

كلمات مضيئة..الارادة

اهم ما يميز الانسان عن غيره من الكائنات الاخرى الحيوان والنبات هو ما يصدر عنه من الافعال الارادية , ولكن السؤال الذى يتوارد الى الاذهان هو مدى تحكم الانسان فى افعاله الارادية , الارادة واضحة والاختيار ظاهر فليس هناك ما يجبر  الانسان على فعل لايريده , العاقل والمجنون والكبير والصغير , كل واحد يفعل ما يريد ان يفعله , والحيوان يفعل ما يريده ايضا , ما الذى يميز الانسان عن الحيوان , الانسان يتحكم فيما يريد ويختار , اما الحيوان فانه يفعل بحكم الغريزة وينتفى الاختيار , القوة العقلية والقوة النفسية قوتان يتميز بهما الانسان , هل العقل هو الذى يوجه النفس ام النفس هي التى تقود العقل , فى لحظة الغضب والغضب قوة غريزية يرتكب الانسان جريمة القتل تعبيرا عن غضبه , الارادة موجودة والعقل موجود , ولا احد يقدم على فعل القتل بارادته  , فما الذى غاب , اين كان العقل فى لحظة القتل , كيف استطاع العقل ان يبرر فعل القتل , لوقتل الانسان فى لحظة نومه لكان التبرير ممكنا و العذر للنائم مقبول , ولكن القاتل يخطط لجريمته ويترصد ضحيته وكأنه فى غيبوبة عما يفعل  , اين كان العقل فى تلك اللحظات , كيف يمكن الثقة بالعقل وهو لا يملك القدرة على كبح جماح ارادة المعتدين , كل الجرائم يرتكبها الانسان بارادته الظاهرة , وفى معظم الاحيان يتوقع العقوبة فما هذه القوة التى تدفع الانسان لتجاوز كل الخطوط الحمراء , ما هي القوة الخفية التى تملك زمام الانسان وتقوده الى الخيرحينا  والى الشر حينا اخر فى افعاله الارادية , كيف تتكون الارادة وما هو وقودها , الارادة طاقة متحركة هي التى تدفع صاحبها الى القيام بافعاله , اذا انتفت الارادة توقفت كل المحركات الانسانية , كل الطامحين يستيقظون مبكرا فما الذى يوقظهم من نومهم , وكل الكسالى لا يجدون ما يوقظهم ولا ما ينهضهم من سريرهم  الدافئ فى الصباح البارد  , تأملت طويلا فى سر تلك الارادة التى نملكها ولا نعرف حقيقتها , الارادة ليس مصدرها العقل , فالعقل يقنعك ويخاطبك ولكن لا ينهضك اذا انتفت الارادة , هناك حكماء ولكنهم لا يملكون الارادة , الحركة الانسانية تحتاج الى فهم عميق لدوافعها , لا حركة بغير وقود , ما الذى يحرك الاطفال  للبحث عما يسعدهم ولو كان ذلك عبثا , الارادة عطاء من الله , ولا علاقة للارادة بالذكاء ولا بالعلم ولا بالحكمة , بعض الحمقى يملكون ارادة لا يملكها كل العقلاء , مهمة العقل ان ينير الطريق للارادة لكي تعبر الطرق الصحيحة , معظم السفهاء يملكون ارادة ويتحركون بها ولكن الجهل يدفعهم لاختيار الطرق المظلمة ويتخطون الحواجز والسدود ويظنون انهم واصلون , ما مصادر الارادة , وكيف تتكون وتنمو وتكبر , كل الناجحين فى الحياة يملكون ارادة,  ولولاها لما نجحوا قيما هم فيه , الاجسام هي كيان مادي يتكون من ذرات تتجمع وتتكاثر ثم تفنى , فما الذي يجعل تلك الاجسام او النفوس تملك تلك القوة المحركة لكي تبحث تلك الاجسام عن كمالها البدنى , عندما يجوع الانسان تتحرك ارادته ولو كان صغيرا او مجنونا للبحث عن طعامه , حركة لاتتوقف , القوة التى يملكها الانسان الجائع لاحدود لها للبحث عن اسباب حياته وكماله , الجائع لا ينام ابدا انه يبحث عن الطعام ويقتحم كل الاخطار ولا يتوقف الا عندما يسقط , , العزم هو وليد الارادة , من لا ارادة له فلا عزم له , والعزيمة هي التى تدفع الى السلوك , مما لا حظته ان من اسباب الارادة هو الخوف من المستقبل , انه يدفعك لادخار ما تملكه عندما تعتقد انك تحتاجه , لا يمكن للخائف ان يشعر باللا مبالاة , الذين لا يخافون من المستقبل ينفقون كل ما يملكون ولا يدخرون , وعندما ينفد ما عندهم يستيقظون ويندمون , الارادة عطاء من الله واستعداد داخلى وله اسبابه الظاهرة , مهمة التربية ان توجه تلك الارادة لكي تكون بانية ونافعة وتسعى للخير وتبنى ولاتهدم وتكون وقود الانسان الى الكمال الذى يليق بالانسان ..

( الزيارات : 574 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *