الاستاذ ابراهيم الكتانى

19الاستاذ  إبراهيم الكتاني

عالم متميز بإطلاعه على المخطوطات والتراث المغربي , وكان مسؤولاً عن قسم المخطوطات في الخزانة العامة , وهو ليس مولاي إبراهيم الكتاني شيخ الزاوية الكتانية في المغرب , والشيخ إبراهيم الكتاني من رفاق الأستاذ علال الفاسي وممن عملوا في إطار الحركة الوطنية تحت راية حزب الاستقلال وأضطهد وسجن بسبب ذلك ..

وفي أول لقاء لي به في مناسبة عزاء في دار السيد أدريس بن محمد بن جعفر الكتاني شقيق السيد مكي الكتاني عرفته , وحدثني عن تاريخ المغرب الحديث وأسرار الحركة الوطنية ورموزها الأولى , وحدثني عن دور مولاي محمد بن العربي العلوي في الحركة الوطنية وعن الخطوات الأولى لنشأة الحركة الوطنية ,وماحدثني به لم أسمعه فيما بعد من أحد ,وهي أسرار قد تكون جديدة ومفيدة , وكنت في السنة الأولى فى المغرب أسمع كل شيئ وأتعلم وكأنني في مدرسة , ولابد من معرفة تاريخ المغرب من أفواه صانعي تلك الأحداث ,و ماكنت اسمعه لم  أقرأه في الكتب فيما بعد ..

ويتميز الأستاذ إبراهيم الكتاني بأنه صاحب فكر متحرر إلى درجة أثارت إعجابي .. وهو تحرر عالم من قيود الجهل ومخلفات التقاليد والتقليد , وكان مالكي المذهب إلا أنه أقرب إلى المذهب الظاهري , وكان يحب هذا المذهب ويدافع عنه ويعرف عنه ما نجهله  .. وأعجبت بالرجل ،و أثار انتباهي ..و وجدت نفسي أحبه وأنصت لـه واستفيد من فكره.. هو موسوعة متنقلة ليس في المخطوطات وكتب التراث فحسب, وإنما هو موسوعة في كل الأمور الثقافية.. وإذا تحدث سمعت الجديد منه .. والتقينا فيما بعد في رحاب الاكاديمية بعد ست سنوات منذ ذلك اللقاء , وكان صبوح الوجه مشرق الملامح يحب المشارقة ويعجب بهم , ولا يغضب أبداً إلا إذا سمع إ ساءة للدين.وكان قوي الملاحظة .. لا يجامل أحداً إذا تكلم بجهل ..و ليس لديه أية عصبية ضيقة, ولاؤه للإسلام حيثما كان ..و عندما انتقل إلى رحاب ربه دعتني الأسرة الكتانية لحفل تأبينه في الخزانة العامة بالرباط وألقيت كلمة إنصاف يستحقها , إنه ابن أسرة علم وفضل وهي أسرة اشتهرت بتاريخها العلمي العريق في خدمة الإسلام وعلومه..

( الزيارات : 1٬518 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *