الاستاذ محمد الفاسى

18-الاستاذ محمد الفاسي  …

شخصية وطنية مرموقة ، وهو من أعمدة الحركة الوطنية ، وكان أحد الموقعين على عريضة الاستقلال ، وانفردت زوجته مليكة الفاسي بأنها المرأة الوحيدة التي وقعت على هذه العريضة ، وسمعت  عن تاريخ نضالـه وكفاحه في فترة ما قبل الإستقلال  ، وأنه كان قوي الصلة بالملك محمد الخامس ، وهو الذي كان ينسق بين الملك والحركة الوطنية ، وهو من المثقفين الأوائل في فترة ما قبل الإستقلال ، وأسهم بدور كبير في فترة ما بعد الإستقلال ، وأسندت إليه مهمات كبيرة ، وتولى وزارة الثقافة وكان مشرفاً على جامعة القرويين ، واشتهر بشجاعته وجرأته وكان أستاذاً للملك الحسن الثاني…

عرفته في أيامه الأخيرة … ولم أشهد أيامه الأولى عندما كان في مقتبل العمر أو في مرحلة الشباب، ولكنني حدّثت عن ذلك . وكان الملك الحسن الثاني يحترمه ويقدره ويشيد به ،ورأيته لأول مرة عندما حضرت اجتماعاً في القصر الملكي في مراكش برئاسة جلالة الملك عام 1978 ، وحضره مستشارو جلالة الملك الأربعة ، بالإضافة للأستاذ باحنيني والدكتور عز الدين العراقي وزير التربية وأحمد عصمان الوزير الأول ، كما حضره موريس دريون ، ومحمد الفاسي، وتحدث جلالة الملك عن فكرة إنشاء الأكاديمية المغربية والقانون المنظم لها ، واستعرض بعض الأسماء المرشحة لعضوية الأكاديمية ، ولاحظت خلال هذا الاجتماع أن الملك كان يصغي للأستاذ محمد الفاسي ويسألـه عن رأيه في  المسائل التنظيمية,  وربما كلفه فيما بعد بمتابعة ملف الأكاديمية التي افتتحت بعد  ثلاث سنوات ..

والتقينا بعد ذلك في رحاب الاكاديمية .. وكان الاستاذ الفاسي من أعمدة الاكاديمية , ويعتبر نفسه مسؤولاً عن نشاطها نظرا لخبرته فى الامور الثقافية, ثم التقينا بعد ذلك في تونس في إطار مؤتمر رابطة الجامعات الاسلامية, وحضر هذا المؤتمر بصفته رئيساً لهذ الرابطة, وفي هذا المؤتمر اتخذ قرار باختيار الدكتور عبد اللـه التركي مدير جامعة الامام رئيساً للرابطة , وأصبح الاستاذ الفاسي الرئيس الشرفي نظراً لأنه المؤسس لهذه الرابطة, ولما انتقل إلى رحاب اللـه دفن في رحاب القصر الملكي بالمشور , وودعناه هناك الوداع الأخير ..

( الزيارات : 1٬752 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *