مولاي ابراهيم الكتانى

20- مولاي إبراهيم الكتاني :

شيخ الطريقة الكتانية وسليل اشتهرت بالعلم والصلاح والولاية, وهو ابن أو حفيد الشيخ محمد الكبير الكتاني الذي أتهم بالثورة على السلطان مولاي حفيظ العلوي وتحريض القبائل المغربية على مقاومة الإنتداب الفرنسي على المغرب , وقبض عليه  وقتل , ولا يعرف مكان دفنه , وبسبب هذه الواقعة أضطهدت الاسرة الكتانية , وهاجر معظمها من مدينة فاس , وتدخلت أسرة الشيخ ماء العين لدى السلطان للعفو عن أبناء هذه الأسرة, وكان مولاي إبراهيم طفلاً صغيراً انتقلت أسرته إلى مدينة سلا , وظلت آثار المحنة تؤلمه ..

وعندما زرته في أول زيارة لي للمغرب برفقة صديقي الدكتور حمزه الكتاني وجدت شيخاً مهيباً صالحاً يحمل بيده المسبحة الكبيرة ويرتدي الجلباب الابيض والسلهام الذي يرتديه العلماء , رحب بي أجمل ترحيب , وكان برفقته ابنه الأكبرالسيد زين العابدين الذي يعمل في الديوان الملكي , قال لي عندما رآني لأول مرة: أراك في بلدك , واذا أحب المغاربة أحدا فلا بد الا ان يأتوا به , وإننا نحبك و نريدك في بلدنا ..

بعد أربع سنوات جئت إلى المغرب , زرته في داره العربية الواسعة في مدينة سلا , استقبلني بكل ترحيب وأقام لي حفل غداء حضره أبناؤه زين العابدين والدكتور يوسف والشيخ حسن , وحضر بعض أصهاره ومنهم الشاعر أبو بكر المريني الذي أصبح فيما بعد من أقرب الناس إلي قبل أن يختاره اللـه لجواره في سن الشباب ..

منذ ذلك اليوم أصبح مولاي إبراهيم وأنجالـه وأصهاره وأتباعه من أكثر الناس تأييداً لي, وأخذ مولاي إبراهيم يتصدى بكل شجاعة لكل المناوئين لي في مجالسه , وزارني في داري مؤيداً ومناصراً , كما حضر مناقشة أول أطروحة دكتوراه بدار الحديث تأييداً وتشجيعاً ,وجلس في الصف الأول معلناً بصوت عالي تأييده لكل الخطوات التي اتخذتها للنهوض بالمؤسسة , وكان لموقفه هذا تأثير جيد في الأوساط الشعبية .

وكنت أزوره للتبرك به , وكنت أُسَرْ لكلماته التشجيعية ولدعواته الصادقة , وهو من أهل الصلاح والولاية والشفا فية الروحية, ولـه مكانة كبيرة في أوساط العلماء الصالحين وأتباع الزاوية الكتانية, وهناك زوايا في أنحاء المغرب تابعة لزاويته , واستمر في موقفه هذا إلى أن توفاه اللـه , ووقفت أتقبل العزاء فيه, وكان يعتبرني أحد أبنائه , واستمرت صلتي بأبنائه وبخاصة صديقي الدكتور يوسف الكتاني الذي كان من أعز الأصدقاء وما زالت صلتنا قائمة ومستمرة..

( الزيارات : 1٬987 )

One thought on “مولاي ابراهيم الكتانى

  1. السلام عليكم
    أشكرك على هذا المقال ، وأريد أن أسأل متى توفي مولاي إبراهيم رحمه الله؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *