الاستاذ ابراهيم فرج

الحاجب  الملكي ومدير المصلحة المالية والإدارية للقصر الملكي ، وأسرة ( فرج ) أسرة رباطية شهيرة ، واشتهروا بخدمتهم للملك ، وأهل الرباط هم أحفاد الأندلسيين الذين هاجروا إلى ضفة أبي رقراق الثانية المواجهة لمدينة سلا العريقة ، ويفخر أهل سلا بعراقتهم وتاريخهم ، بينما كانت الرباط اقل مكانة وسكنها أولئك المهاجرون الأندلسيون ، وفي الرباط آثار تاريخية  أهمها مسجد حسان المشهور بأعمدته القوية وسعته ن بالإضافة إلى الوداية وقلعة شل وهي قلاع حصينة كانت معاقل للمجاهدين ..

أهل الرباط اشتهروا بتقاليدهم المحافظة ومجتمعهم المتماسك ، وعائلاتهم التي تحمل أسماء أندلسية ، مثل عائلات كديره وبيرو وبربيش ودينيا والقباج وفرج والحكم وكراكشو وبركاش والجراري ، بينما اشتهرت سلا المجاورة بعائلاتها العريقة مثل عواد وحجي والقادري وشماعو ، ولست متأكداً من أسماء العائلات وأصولها ، والمجتمع الرباطي يحب الاندماج في الأسر الرباطية ، وهم يتناصرون ويتكاتفون ويتزاورون ، وهم لا يفضلون الاندماج في المجتمعات الأخرى ويغلب على الرباطين صفة الحذر من الآخرين ، وهم أهل استقامة ونزاهة في مسؤولياتهم الإدارية ، ولذلك يعتمد القصر على الأسر الرباطية في المسؤوليات الإدارية والمالية والمهمات الخاصة ، وهم ملتزمون ولا يستجيبون للوساطات ، و ولاؤهم للقصر كبير ، ولذلك يوثق بهم في المهمات ، ومن الصعب أن تصادق الرباطيين إلا بعد أن يطمأنوا لك ، وعندئذ تجدهم أهل وفاء يوثق بهم ..

عرفت الأستاذ إبراهيم فرج في الأسبوع  الأول من تعينيي على رأس دار الحديث ، وكان يشرف على الأمور المالية والإدارية في المصالح الملكية وكنا نلتقي باستمرار ونتزاور كأصدقاء ، وكان مكلفاً بحكم وظيفته بالإشراف على الأمور الإدارية ، ولما عين في منصب الحاجب الملكي أصبحت لقاءاتنا قليلة ، وهو رجل حازم في مسؤولياته ، ولا يجامل ، وينفذ الأوامر الملكية بكل دقة من غير تردد ، ولا يجتهد فيها ، وينسى أصدقاءه بسرعة إذا غادروا مهامهم الرسمية ، ويعتمد على مساعديه من أبناء الرباط ، وكانت لـه سلطات واسعة داخل القصر ، لأنه جمع بين إدارته للمصالح والحجابة الملكية .

وبعد وفاة الحاج محمد باحنيني اتسعت صلاحياته وكان الحسن الثاني يعتمد عليه ، وبعد وفاته احتفظ بالحجابة الملكية وسحبت منه السلطة الإدارية .

( الزيارات : 1٬200 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *