وهو حفيد الشيخ الكبير المجاهد ماء العينين عالم الصحراء المغربية الذي بنى مدينة سمارة ، وأنشأ فيها مدرسة للعلم ومقراً للعلماء , وكان من الشخصيات الوطنية المجاهدة لتحرير جنوب المغرب من الاستعمار ، وبفضل جهاده وانتصاراته ذاع صيته ، وأصبح من الشخصيات اللامعة في تاريخ المغرب الحديث .

إلتقيت بأحفاده وهم كثر ، ويسكنون في جنوب المغرب وفي مدن الصحراء وهم أهل علم وكرم وخلق، وبيوتهم مفتوحة على الدوام ، وكانت تربطني صلة وثيقة بهذه الأسرة ، من أعرف ومن لا أعرف، ومن عرفتهم كان من كرام الرجال ، من أمثال حمداتي والشيخ لاراباس رئيس المجلس العلمي للعيون والشيخ مصطفى وعشرات غيرهم ، وهؤلاء الثلاثة تخرجوا من دار الحديث ..

الدكتور حمداتي ماء العينين عضو بالديوان الملكي ، وتابع دراسته بدار الحديث الحسنية ، وأشرفت على رسالته للدكتوراه في موضوع فقهي وقانوني ، وعين رئيساً للمجلس العلمي في بعض المدن المغربية ، وهو باحث جيد ، ويتميز بأخلاق رفيعة ، وتربطني به صلة مودة وصداقة ، وهو مستقيم في سلوكه ويتمتع بخصال رفيعة ..

أسرة ماء العينين وفية للعرش المغربي ، ومتميزة بانتمائها للمغرب ، وهناك صلات ومراسلات تاريخية تثبت مبايعة الشيخ ماء العينين لملوك المغرب ، خلافاً لما يشيعه البعض من طموحه إلى السلطة في الجنوب ، ويؤكد أبناء الأسرة وفاء الشيخ للمغرب ولملوك المغرب ..

يعتز أبناء أسرة الشيخ ماء العينين بتاريخ أسرتهم سواء في مجال الجهاد ضد الاستعمار أو في مجال العلم والثقافة ، ويحتفظون بكتب آبائهم وأجدادهم في بيوتهم من كتب مطبوعة أو مخطوطة ، كما يحفظون أشعار الشيخ ودواوينه ، ومعظمهم عالم ، والشعر فيهم سليقة ، وأفراحهم ممتعة ، ويذبحون الإبل ويشربون حليبها ، ويحبون لحومها ، وبالرغم من تدينهم والتزامهم الإسلامي فمن اليسير ملاحظة التسامح والتيسير الذي يطبع سلوك علماء الصحراء في  أداء عبادتهم ، وتحظى المرأة بمكانة الاحترام ، ولا تقبل المرأة الصحراوية أن يتزوج عليها زوجها حفاظاً على كرامتها ..