الاستاذ احمد عصمان

أحد زملاء الملك في دراسته , والأقرب إليه , تزوج شقيقة الملك للانزهه , توفيت في حادثة سير , وخلفت ولداً واحداً , كان الملك يرعاه , وتوفي في ريعان شبابه .. تولى أحمد عصمان أكبر المناصب وكان الأقرب إلى الملك , كان مديراً للديوان الملكي , ثم تولى الوزارة الأولى , ثم انتخب رئيساً للبرلمان , وهو زعيم حزب التجمع للأحرار , وهو الحزب الذي كان الملك يعتمد عليه ويثق فيه ..

يتمتع أحمد عصمان بشخصية دمثة هادئة عاقلة , وهو رجل دولة من الطراز الرفيع , يعرف ماذا يجب أن يفعل , كان يستمد مكانته من ثقة الملك به ..

وهو الشخصية الأكثر شهرة بولائها للقصر , بعد وفاة زوجته ضعف مركزه داخل الأسرة , وظل ولاؤه كاملاً , وكان الأكثر معرفة بأسرار الدولة , عرفته لأول مرة عندما استقبلني الملك في قصر دار السلام وعينني على رأس دار الحديث , واستمرت صلتي به , كانت صلة رسمية ولم تكن شخصية , كنت أقدره وأحترمه , وكان يبادلني هذه العاطفة , وهو شخصية تحظى بالاحترام لدى الأحزاب الأخرى المعارضة , ويتمتع باللباقة والأدب , وهو ينتمي إلى مدينة وجده , وأسرته هناك ..

وأهم ما يميز أحمد عصمان هو صفة الاعتدال وهذا ما أكسبه ثقة الآخرين , وهو من أعمدة الحكم في المغرب , وكانت لـه أدوار بارزة , وقام بالمهمات الصعبة في الأيام العصيبة , واستطاع حزب التجمع للأحرار أن يحقق التوازن ويملأ الفراغ السياسي في أيام الأزمات , عاش أحمد عصمان في النصف الأول من عهد الحسن الثاني , كانت الأجواء عاصفة , وكانت المعارضة اليسارية تمارس أساليب المواجهة في وجه رموز السلطة الأمنية في عهد الجنرال أوفقير , كان أحمد عصمان هو الوجه السياسي الذي يحظى بثقة القصر , في عهد إدريس البصري ظهرت أحزاب إدارية كثيرة , لم تكن تملك قاعدة فعلية , كان حزب الاستقلال والحزب الاشتراكي يمثلان المعارضة , كانت السجون مليئة بالمعارضين , ولما وقع الاتفاق بين زعماء المعارضة على تكوين الكتلة الديمقراطية استطاعت هذه الكتلة أن تصل إلى الحكم بإرادة ملكية وبخطوة تحدث فيه انشقاقات داخلية , تعيده إلى الحجم المناسب ..شجاعة , وكانت تجربة ناجحة , في النصف الثاني من عهد الحسن الثاني كان أحمد عصمان رئيساً لحزب التجمع , يقوم بدور التوازن , ويتحرك في الوقت المناسب مؤيداً سياسة الملك , كان ولاؤه مطلقاً , ولا يمكن أن يتجاوز الخط المرسوم لـه , وعندما يتحرك خارج هذه الخط سرعان ما 

( الزيارات : 1٬286 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *