علمتني الحياة
أنّ كلّ نظام استبدادي إلى زوالٍ وإن طالت أيامه ، ويمكن للقوة أن تمدّ في أعمار الأنظمة الاستبدادية إلا أن التاريخ يعلمنا أنه لا دوام لأيّ نظام استبدادي ، بالرغم من كل مظاهر القوة التي يظهر فيها …وكل الأنظمة تسقط بالتدريج إلا الأنظمة الاستبدادية فإنها تسقط بالغالب دفعة واحدة ، كمثل بناء شاهق بني على قاعدة واحدة ، والقاعدة مهما كانت قوية فلا يمكن أن تحتمل الاهتزازات المفاجئة والعواصف القوية …
وكلما كانت قاعدة النظام السياسي عريضة وواسعة كان النظام أكثر صموداً وتحملاً ، والنظام الذي يحظى بثقة شعبه لا ينهار أبداً لأن الشعب يحميه ويدافع عنه ، والشعب في ذلك يدافع عن ذاته وإرادته …
والأنظمة الاستبدادية لا يمكن أن تكون عادلة لأن الاستبداد يعتمد على الولاء ، وأهل الولاء هم أهل السلطة والنفوذ ، ولا خيارَ للنظام إلا أن يثق بهؤلاء ، لحاجته إليهم فيزداد نفوذهم مع الأيام ، فيخطئون ولا يُسأَلون ويسرقون ولا يحاسبون، ويظلمون ولا يلامون ، ومعيار هؤلاء في قراراتهم هو حماية النّظام ، فالنّظام أولاً ، وما يحقق مصلحة النظام فهو الصالح والعادل ، ويكثر الفساد في الأنظمة الاستبدادية لانعدام الرقابة وعجز القضاء عن حماية الحقوق .
اترك تعليقاً