علَّمتني الحياة
أن أكره النفاق والتملق ، وألا أثق بالمنافق ، وأن أظهر حبّه ، وأن أضيق بالمتملق وأن أبدي ودَّه ، فهؤلاء يبحثون عن مصالحهم فيما يفعلون ، ويحيطون بكل من ارتبطت به مصالحهم أو رأوا فيه مطيَّة لبلوغ أهدافهم ، وهم يمدحون ويبالغون في المدح ، تعبيراً عن محبَّتهم وإعجابهم ، وليسوا صادقين فيما يقولون ، والنفس البشريَّة الضعيفة تأنس بمن يمدحها ، وتستمتع بما تسمع ، ويحظى المنافقون بمكانة في مجالس الممدوحين ، ويصل بعضهم إلى ما يريد من سلطة وحظوة ، ويعلم الممدوح من أهل المكانة كذب هؤلاء ، ويحتقرهم في داخل نفسه إلا أنه يحتاج إليهم ويريد أن يسمع من حوله بما يقوله هؤلاء ، والمنافق سخيّ بكرامته ويفرّط بهذه الكرامة ، فيحني رأسه ذلاً ويتجاهل الإساءة إليه ، ولا يغضبه ذلك ، وإذا غضب فإنه يخفي غضبه ويظهر سعادته برضاء الممدوح عنه إلا أنّه في داخله قد يحقد عليه ، فإذا فقد صاحب النفوذ نفوذه وصاحب المجد مجده كان المنافق أول الغائبين وأشد الناقدين وأكثر الحاقدين ..
اترك تعليقاً