مراعاة الزمان والمكان فى فهم الاحكام

 

 

علمتني الحياة

أن الحكم على المواقف يختلف باختلاف الزمان والمكان ، فما هو مقبول في مكان ما قد لا يكون مقبولاً في مكان آخر ، وما هو مقبول في زمان ما قد لا يكون مقبولاً في زمان آخر ، وكلّ موقف ينظر إليه من خلال دوافعه والظروف المحيطة به ، وتراعى في الحكم على المواقف الدوافع والمصالح المرجوة من هذه المواقف ، فالشدّة في بعض المواقف قد تكون مطلوبة ، والتطرف في بعض المواقف قد يكون ضرورياً ، والغضب أحياناً يكون مطلوباً و ضرورياً ، والعفو وهو فضيلة قد يكون في بعض المواقف سيئ الآثار وضاراً ، وبخاصة إذا أدى العفو والتسامح إلى آثار سلبية …

وكما أن الشجاعة والسخاء قد تكون فضائل ، ومن أمهات الفضائل فإن بعض المواقف يعتبر الجبن والبخل فضيلة ، فلا يمكن للابن أن يكون شجاعاً في مواجهة أبويه أو أحد إخوته أومن يجب عليه احترامه من أساتذته وأصدقائه ، فالشجاعة من الفضائل المطلوبة في سلوك الإنسان إلا أنّها يجب أن يختار الإنسان هذه المواقف التي تحقق الشجاعة فيها أهدافها المرجوة ، فالفضائل والرذائل لا تنفصل عن أهدافها الاجتماعية والأخلاقية ، وأن تؤدي إلى مصالح اجتماعية مشروعة ..

والاعتدال فضيلة ، ولكن لا اعتدال في المواقف التي تتطلب المقاومة والقوة والمواجهة والتضحية ، فالعدوان يجب أن يُواجَه بصلابة وقوة ، والاعتدال في بعض المواقف قد يفهم منه التفريط ، والتسامح قد يشجّع العدو على عدوانه ، والحكمة تقتضي أن يتصرف الإنسان في كل موقف بما يحقق المصالح المرجوة ...

( الزيارات : 760 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *