التكبر صفة الصغار

 

 

علمتني الحياة

أن صفة التكبر من أسوأ الصفات ، والتكبر دليل على صغر العقل وقلة التجربة فالصغير لا يحتمل عقله أن يكون كبيراً وكأنّه يريد أن يقنع الآخرين بمكانته وتميزه عنهم بما يملكه من قوة وسلطة ومال فيتعالى على من وله ويعاملهم بازدراء واستخفاف ويفخر أمامهم بما يملكه من أسباب القوة .

والمؤمن الحقّ المتخلق بخلق الإسلام لا يمكن أن يتكبر على الآخرين الأقلّ منه لأنه يرى الفضل من الله عليه فلا يرى نفسه كبيراً ولو كان كبيراً والأيمان يدفعه للتواضع مع الناس ولا يتكلف التواضع فمن تكلف التواضع فليس بمتواضع بل يجب أن يصدر منه فعل التواضع من غير رويّة ولا تكلف فإذا جاءه فضل من الله ورفع من شأنه فيزداد تواضع الله وشكراً ولا بدّ لكل متكبر من أن يذله الله بما اعتز به ، فإن تكبر على الناس بسبب ماله كان ماله سببا في إذلاله ومن اعتز بسلطته أذله الله بسلطته وسلط الله عليه من يذله ..

ويجب أن يبتعد الإنسان عن المتكبرين وأن يزهد فيما بأيديهم ولا يذل المتكبر إلا من يزهد فيما يملك ولو شعر المتكبر أن النّاس تعدون عنه ولا يخضعون لنفوذه ويتعاملون معه باستعلاء وكرامة فقد يصحو من غفلته ويعود إلى رشده ومن يحني رأسه للمتكبر ذلاً وطمعاً فهذا هو الذي يشجع المتكبر على سلوكه والمنافقون يفعلون ذلك طمعاً فيما يملكه ذلك المتكبر ولا كرامة لمنافق  .

( الزيارات : 996 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *