توقع الشر من حاقد

 

 

 

علمتني الحياة

أن أتوقع الشر من كل حاقد ، وأن الحقد هو شرٌّ كله ، وألا أتوقع الخير أو الوفاء من الحاقدين ، وأول صفات الحاقد هو الغدر ، ولا يمكن لحاقد أن يمسك نفسه عن فعل الشرّ ، والشرّ غالب عليه ، ولا يرتاح ضميره إلا إذا ألحق الأذى بغيره ، فإن لم يقدر على ذلك فإنه يتمنى أن يقوم غيره بعمل الشر وإلحاق الأذى بالآخرين ..

والحقد مرضٌ في القلب ومن الصعب معالجته ، فأصحاب القلوب الطاهرة الصافية لا يحقدون على أعدائهم ، ولو ألحقوا بهم الأذى والضرر ، وقلوبهم لا تحتمل أفعال الشرّ ويضيقون بكلّ فعل يصدر عنهم إذا كان يلحق الضرر بالآخرين ، وينبغي للإنسان أن يبتعد عن صداقة الحاقد وعن مجالسته ، لأن الرّائحة الكريهة الموجودة في داخله لابدّ إلا أن تنعكس في أقواله وأفعاله ، ومعظم الحاقدين تظهر ملامح الحقد في وجوههم ، فوجوههم مظلمة وكئيبة ، وقلّما يرتاح الإنسان إذا نظر إليهم ، والحاقد يختلف عن الغاضب ، فالحقد صفةٌ دائمةٌ والغضب عارض ، ومن حقّ الإنسان أن يغضب ولكن لا يحقد ، ولا يمكن لحاقدٍ أن يكون قاضياً أو حاكماً أو مؤتمناً على حقوق الآخرين، لأن الحقد يمنعه من أن يكون عادلاً فالقاضي الحاقد لا يعدل أبداً ، ولا ثقة بما يقوله الحاقد ولا تؤخذ رواية الحاقد ولا يصدق فيما يقول ..

( الزيارات : 1٬282 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *