الاسلام والمجتمعات الاسلامية

كلمات مضيئة ..الاسلام والمجتمعات الاسلامية

. كلمة المجتمعات الاسلامية تعني المجتمعات التي يكون معظم سكانها من المسلمين ويطبقون في حياتهم بطريقة متفاوتة ما اعتقدوا انه  من الاسلام من العقائد  والنظم والقيم والاعراف مما ترجح لهم انه من الدين او ورثوه عن اسلافهم من تقاليده ، وهناك جاليات إسلامية في المجتمعات الغير الاسلامية ، تلتزم بالإسلام الذي اعتادت عليه واعتبرت انه من الاسلام الحق ، هذا التعدد ظاهرة طبيعية بشرط الا يكون التصارع والتنازع والتنافر بين هذه المجتمعات فيما اختارته لنفسها ، التعصب.الديني في جميع اشكاله ليس ممدوحا ،. لانه سيؤدي الي كراهية الاخر والاصطدام معه ، وهذا مما يتنافي مع اخلاقية الدين وروحية الاسلام ، كل مجتمع من تلك المجتمعات ورث عن اسلافه الاسلام. الذي اختاروه لمجتمعهم بما هو عليه ، لا احد ممن يؤمن بالإسلام هو احق بالإسلام من الاخر ين ، الاسلام هودين الله ومن عند الله وان الدين عند الله هو الاسلام كما جاء من عند الله ، ويجب ان يبحث المسلمون عن حقيقة ذلك الاسلام ، وهو الاحق بالاتباع ، ولكن المِحنة ان كل فريق يملك الادلة النقلية. التي ترجح له ما هو عليه وانه الحق ، ولا سبيل الي التغلب. علي تلك الظاهرة الا باحترام كل فريق للآخر ، لا احد يمكنه ان يتخلى عن اسلامه كماً يؤمن به ويعتبره هو الاسلام الذي هو احق بالاتباع ، ومن المؤسف ان التاريخ بأحداثه اسهم في ترسيخ تلك التعددية في الافكار والمذاهب ، الناتجة عن ذلك التصارع الطبيعي بين القوميات والمصالح. وتوظيف الدين. لخدمة تلك المصالح ، هذا التوظيف للدين في غير ما اراده الله هو عدوان علي الدين وافتراء علي الله باسم الدين ، مهمة كل جيل من خلال المخلصين والصادقين من اهل العلم والتقوي ان يجمع ما تفرق ، وان يصلح ما أفسدته المصالح الدنيوية والصراعات علي المطامع والمصالح وهي المحرك. الأساسي للانسان فيما يسعي اليه ، لا بد من البحث عما يجمع من الاصول والثوابت التي لا يستقيم الدين الا بها ، واهمها امور ثلاثة ،اولا : الايمان بالله. وحده لا شريك له وبكل ما جاء من عند الله ، وثانيا : القيام. بالعبادة بالكيفية التي فعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم من غير زيادة او تحريف او تغيير ، ومصدرها. السنة النبوية وهذا يتطلب البحث في الرواية ، وهو امر شديد التعقيد لان معايير الصحة في الرواية. ليست واحدة ، وهناك جهد صادق ويجب احترامه كجهد ممكن يساعد علي معرفة الصحيح من الروايات ، ولو بقدر يخفف من تلك الروايات الموضوعة والمكذوبة التي اسهمت في نشر تلك الفوضي في الروايات ، وثالثا : هناك اصول الشريعة الالهية. والثوابت التي جاءت من عند الله والتي. بينت السنة النبوية. المراد منها وكيفية تطبيقها ، ومن الجهل الكبير ان يعطي الاجتهاد الناتج عن جهد العقول مكانة الاصول والثوابت في تلك الشريعة ،. الانسان مخاطب وهو مكلف ومؤتمن ، ومن حقه ان يفهم. ما خوطب به من الاحكام. بالطريقة التي تحترم فيه مقاصد تلك الاحكام المرادة في تحقيق العدالة بين الناس ومقاومة الظلم والتصدي للعدوان ، هناكً احكام امر الله بها عباده. ويجب ان تحترم لانها من الله ولا تستقيم الحياة الا بها ، وهناك امور حرمها الله علي عباده ويجب اجتنابها ،. الخلاف في التطبيقات الخاصة بتلك الاحكام وكيف يمكن ان تحقق أغراضها ، الظلم محرم في جميع صوره ولا خلاف في ذلك ، ولكن الخلاف فيما يشمله الظلم من المعاملات المتجددة التي تختص بعصرها ومجتمعها ، الفقه يعبر عن جهد العقول في فهم تلك النصوص ، ولكل عصر فقهاؤه الذين يعبرون عن فهمهم. لما خوطبوا به ، ليس هناك عصر اولي من عصر بالفهم. ، سوي عصر النبوة الذي يتميز بحسن الفهم وسداده ، العقل الانساني لا يمكنه ان يتجاوز ما هو فيه ، ما كان من الله فالله هو الأعلم والاعدل والاحكم ، وما كا من الانسان فالانسان يستمد فهمه من مجتمعه ومصالح عصره ، امر كل مجتمع في اموره الدنيوية شورى بين اهل ذلك المجتمع ، ما كان صالحا ويحقق مصالح العباد المشروعة فهو مطلوب وممدوح ، وما كان فاسدا ويؤدي اي الفساد في اية صورة من صوره فهو مما يخالف ما امر الله به وهو مكروه ومذموم ، لا شيئ من امور المجتمع لا يخضع لمعايير المصالح والمفاسد ، امر الدول والنظم والدساتير والقوانين هو امر دنيوي وهو من امر الانسان ان يختار الصالح منها الذي تتحقق به العدالة وتحترم فيه الحقوق ، يقال دولة عادلة وصالحة اذا اختارت الطريق الصحيح الذي. تحترم فيه الحقوق ، وهناك دولة ظالمة وفاسدة. ولا تحترم فيها الحقوق ويتحكم فيها السفهاء ، مثل هذه الدولة لا يمكن انً تكون اسلامية او تنسب الي الاسلام ولو رفعت كل شعارات الاسلام ،وادعت كذبًا انها تطبق الاسلام ، الاسلام منهج حياة لاجل تحقيق العدالة في الحقوق واحترام الحياة بكل اسبابها لكل عباد الله من غير تمييز ، كل دولة لم تحترم ارادة شعبها في إنشائها ودستورها وقانونها فلا تنسب الي الاسلام ولو ادعته وجعلته شعارًا ، وكل سلطة ناتجة عن اغتصاب السلطة عن طريق القوة فلا شرعية لها لانتفاء صفة التفويض الارادي المقيد والمشروط والملتزم بثوابت العدالة في الحقوق وتوزيع الثروات وتحقيق التكافل بين الافراد بحيث يحمل الاقوياء الضعفاء ويتكفل الاغنياء بالفقراء ، ولا تكتنز الاموال عن طريق اغتصاب حقوق المستضعفين باستغلال حاجاتهم وسرقة اجور العاملين في الانتاج ، دولة. الامتيازات الطبقية ودولة الفساد المالي ودولة الاستبداد السلطوي لا تنسب الي الاسلام قطعًا ، ولوًكانت دولة إسلامية في اكثرية شعبها او في شعاراتها المعلنة التي تخفي ظلما وجهلا واستبدادا في الحكم وسفاهة في الخلق وتخلفًا في فهمها للدين ، وفي عصر التخلف. ترفع الشعارات سفها من غير دلالة. ، ويكون الجهل هاديا الي ما حرمه الله من المكاسب والمغانم التي حرمها الله علي كل عباده ، نريد مجتمعا إسلاميا يحمل ملامح الاسلام ايمانا بالله من غير شطط وعدالة في الحقوق والمعاملات واستقامة في السلوك ورحمة بين العباد وتكافلا انسانيا يعبر عن قيم راقية الدلالة علي سمو الانسان علي كل المخلوقات الاخري ، لا فضل للانسان علي غير الانسان الا بتلك القوة. الايمانية الروحية التي تجعله ارقي المخلوقات فهما لما خوطب به من الله تعالي لكي يكون مؤتمنًا علي الحياة ، تلك هي رسالة الاسلام كما افهمها ، قبل ان يعبث بها الجهلة والسفهاء من الذين سخروا الدين لخدمة مصالحهم. فكان مطيتهم لما يريدون ، فرفعوا شعار الدين لكي يبرروا به ما يريدون من دنياهم وما يطمعون فيه من المال والسلطة والجاه الاجتماعي ، هؤلاء هم الجهلة والسفهاء الموعودون بسوء المصير ..

( الزيارات : 460 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *