الاصول الاربعة

كلمات مضيئة الاصول الاربعة

رسالة الاسلام في اصوله وثوابته ومقاصده وهي مستمدة من نصوصه التي جاءت من عند الله عن طريق الوحي علي رسوله الكريم. والبيان النبوي لما احتاج الي بيان وتوضيح ، ويمكننا تلخيصها  بأربعة اصول اساسية ولكل منها خصوصيته  :

 الأصل الاول : الايمان بالله وحده لا شريك له بالكيفية التي جاءت من عند الله ، من غير اضافة اليها. ، و كل ما
ارتبط بقضايا الايمان ، فمصدره القران الكريم كخطاب الهي  لذلك الانسان  والبيان النبوي التى هو من عند الله , ولا يستمد من غيرهما ابدا . ، وكل اضافة او تفسير او تأويل لا يستمد من ظاهرالدلالة القرانية. فهي خارج التصور القراني فى قضايا الايمان المبينة لضوابط ذلك  الايمان ،ولا اجد الخوض فى ذلك الاصل بمأمن من الزلل , وقد اخطا علماء الكلام فيما تكلموا فيه مما لا يعلمون ,  ما كان من امر الله فالله اعلم به , ولا احد يمكنه ان يدعى العلم فى القضايا التى ليست من اختصاصه ولا يحيط بها علمه ولا يصل اليها عقله ,كل ماكان من امر الغيب فالايمان به كما جاء من عند الله ,   الاصل الثاني :هو اداء العبادة بالكيفية التي وردت عن الرسول الكريم. بسند صحيح ، وما اضيف الي العبادات فهو من البدع  المذمومة و  وهي خارج العبادة المشروعة , وتؤدي العبادة بالكيفية التي تحقق أغراض العبادة بكل احكامها واركانها وآدابها. بما يحقق المقاصد منها ، العبادة لاتثمر. الا بآدابها ولا عبادة خارج الأدب مع الله واستحضار معنى العبادة ، واهمً اداب العبادة . الا يكون مع الله أي إحد من خلق الله مما تتعلق القلوب به في العادة فى لحظة العبادة ، ولا يذكر فى بيت الله الا الله . ولكل عبادة خصوصيتها والادب الذى يرافق تلك العبادة لكي تحقق تلك العبادة الثمرة المرجوة منها .
الأصل الثالث: بيان اصول الحقوق في كل ما يعبر عن منهج الاسلام في تحقيق هدفين.اولا : العدالة. في الحقوق بكل ما يمنع الظلم و الاستغلال ، وثانيا : حماية مصالح العباد التي ضمنها الله لعباده لكي تستمر بذلك الحياة ، مهمة كل مخاطب بخطاب الله ان يفهم ما خوطب به وان يلتزم بما هو مكلف به ، من تحقيق العدالة. ورعاية المصالح ، وكل جيل مؤتمن علي عصره ان يفهم الخطاب بالكيفية التي تتحقق بها اغراضه ومقاصده ، ما كان واضح الدلالة اخذ به ، وماكان غير واضح الدلالة اجتهد فيه بما ترجح له انه الحق ، ولكل جيل جهده المعبر عن فهمه لما خوطب به ، لا تقليد لاحد ولا تعطيل للعقل عن اداء مهمته في فهم ما خوطب به ، لاتوقف ولا جمود ،البحث عن الحق مسؤولية كل جيل وكل من كان من اهل الاختصاص العلمي ، امران لا بد منهما لحسن الفهم ، العلم اولا والتقوي ثانيا ، ولا يغني احدهما عن الاخر ، ويفهم الحق بالكيفية التي يترجح للمخاطب انه الحق، اهل الاختصاص هم الفقهاء في كل ما اختصوا به ، ويراد بالفقهاء اهل العلم  والاختصاص  , كلمة الفقه يراد بها مطلق الفهم  , ومن العبث ان يخوض الانسان فيمالا يعلم , ولا رأي لغيراهل الاختصاص  فيما اختصوا به ، وما اجمعوا عليه او. توافقوا عليه فيجب الالتزام به ، ولا عبرة لاجتهاد فردي الا باعتماده والتأكد من أرجحيته ، كل النظم والقوانين ألوضعية المتجددة هي مسؤولية انسانية ، وهي ثمرة امرين : رجاحة المصلحة فيها اولا وثبوت العدالة في  احكامها  وانتفاء الظلم ثانيا ، النظم. متجددة علي الدوام ولكل مجتمع ما يلائمه منها وما يختاره لنفسه مما يعبر عنه ، والمهم فيها ان تحترم. ضوابط كل نظام ، نظام. المال والمبايعات والعقود ان تكون عادلة وتحترم فيها الارادة. التعاقدية من غير استغلال قوي لضعيف في اَي بيع او اجر او ربح او كراء ، وعقود الاذعان لاتبرّر الظلم ولا يحتج بها لتبرير التجاوزات. ، وكل هذا من الربا الذي حرمه الله والذي يشمل كل زيادة اقترنت بظلم ، وهذا من اكل اموال الناس بالباطل ، ومهمة فقهاء كل عصر ان يراجعوا جُهد سابقيهم ، ويأخذوا منها. ما ترجح لهم العدالة فيه وتحققت به المصالح المشروعة بالنسبة لعصرهم ، و يحتفظون. بما كان خاصًا بعصر اسلافهم وهو تراث فقهي يضاف الي. جهد الاجيال ، الفقه ما كان من قبل وما سيكون من بعد ، الترجيح ليس هو التقليد ، الترجيح بدليل هو نوع من الاجتهاد وهو بحث متواصل عن الحق كما يترجح للمخاطب به ، وذلك هو معني الائتمان والمسؤولية ، وينسب الجهد لعصره فالترجيح اختيار وقرار ،. ولا يعتمد الجهد الفردي ولا يعتد به الا ان يقع اعتماده من جهة علمية. مؤتمنة ، اهم ما يجب الاهتمام به ان يتحرر. الفكر الاجتهادي من التبعية والتقليد والوصاية عليه من اَية جهة تملك سلطة الوصاية وتستخدمها التحكم فيه. ، اما مفهوم الدولة فهي ثمرة تعاقد ارادي بين افراد مجتمعها بكل تعددياته وتحترم. كل الحقوق ، وتكون عادلة ، ولا سلطان في الدولة لقوي علي ضعيف ، ولا شرعية لدولة القوة والغلبة ، ودولة التغلب ليست دولة , وانما هي سلطة اغتصاب لا شرعية لها. ، الحقوق لا تثبت عن طريق القوة لانتفاء الارادة ، دولة القوة تحميها القوة ، وهي كملكية الاغتصاب والاستيلاء ، الدولة امر ارادي توافقي تعبر عن ارادة مجتمعها ، اما السلطة فهي ثمرة تفويض ارادي مشروط ومقيد وتكليف ارادي حر ناتج عن توقع.الجدارة بافضل وسائل التعبير نزاهة وصدقًا ، اما الدستور فهو وثيقة تعاقدية ملزمة للجميع يضعها المجتمع ويلزم بها من يفوضه  ويختاره ، بشرطين : ان تكون نصوص الوثيقة عادلة تحترم كل الحقوق المشروعة وان يكون الدستور  خاليًا من كل الامتيازات والطبقيات القبلية والقومية. والمذهبية ، وان تعبر نصوصه. عن ارادة مجتمعه بكل تعددياته ، لا إحد خارج العدالة وكل الحقوق الانسانية المشروعة ضمن الضوابط الاسلامية كما جاءت من عند الله وحيا من الله. او بيانا من رسوله ، وما خالف ذلك فلا يعتد به ، ولا يستدل بجهد العقول علي ما يخالف اي نص جاء من عند الله او اصل من الاصول ، ويحترم جهد العلماء فيما. اسهموا به لخدمة تلك النصوص في كل العلوم التي خدمت تلك النصوص ، وأسهمت في تنمية المعرفة بها ، كالعلوم اللغوية التي اسهمت في بيان المعاني والدلالات اللغوية ، والعلوم. التعريفية التي خدمت تلك النصوص للتأكد من صحتها كعلوم القران وعلوم الحديث ، وهي علوم مكنت اهل العلم من الوصول الي تلك النصوص بطريقة ميسرة ، وكان ذلك بفضل جهد ذلك الجيل الذي خدم مصادر الشريعة وأسهم في معرفة الصحيح منها ، والمراد من العلم ثمرته المرجوة منه ، ومهمة المؤسسات العلمية ان. توجد ذلك الجيل المؤتمن علي حفظ تلك الاصول اولا وفهم دلالاتها ثانيا ومعرفة الطريقة التي تحترم فيها بما يحقق المقاصد المرجوة منها ثالثا في كل عصر بما يعبر عنه. وتكون به المصالح المشروعة. التي هي غاية الاحكام الشرعية. ، ولا اجد الدين خارج مقاصده

الكلية المستمدةً. من عموم النصوص التكليفية التي خوطب بها الانسان ، المذهبيةً كما اراها هي تعدد مناهج في الفهم. ، وهي متقاربة ومتكاملة بشرط ‏الا يجري توظيفها لخدمة اهداف ومصالح تعبر عن تلك المغالبات. بين الافراد والشعوب والقوميات والانتماءات العرقية. ، ومن اليسير ان نلاحظ ذلك جليا في تاريخ المذاهب والفرق واسباب انتشارها ، كما حدث في صدر الاسلام ، حيث  استخدم الاسلام كمطية لإخفاء صراعات علي الحكم ، التعدد حق وظاهرة حتمية ، وتوظبف ذلك التعدد المذهبى يخفي اسبابا. غير ظاهرة وغير معلنة ، مهمة كل جيل ان يحمل مسؤولية التصحيح لما وقع من الانحرافات بتأثير ذلك التوظيف لرسالة الاسلام ،. ونجد هذا في تفسير الكثير من المذاهب والطوائف والفرق من قبل ومن بعد ، والتي احدثت شرخًا كبيرًا في المجتمعات الاسلامية ، وأدت الي حروب أرهقت مجتمعها. وشوهت صورة الاسلام كرسالة الهية لاجل استقامة الحياة واستمرارها ،

الأصل الرابع الاخلاق والآداب ، وهو الأصل الذي يعتبر الثمرة المرجوة من كل دعوة دينية. وإصلاحية ، ما يريده الله من عباده ان يكونوا صالحين في محبتهم للخير وفي استقامتهم وفي احترامهم. للحياة ، وأول خطوة في ذلك ان يعبر عن انسانيته. من خلال ما يصدر عنه من انواع السلوك ، وأفضل ما يمدح الانسان به ان يكون علي خلق وادب ، وتتمثل الاخلاق في حسن استعمال القوي الثلاث التي يملكها. كل انسان وهي القوة الشهوانية والقوة الغضبية والقوة العقلية ، ولكل قوة فضيلتها الخاصة بها ، فالفضيلة في القوة الشهوانية هو اعتدالها  وتؤدى الى العفة. والنزاهة. والتحكم فيها لكيلا يكون بها الطمع والنهم ، والفضيلة في القوة الغضبية هي الشجاعة من غير تهور. يدفع الي العدوان والانتقام ،اما  الفضيلة فى القوة العقلية فهي الحكمة والإمساك بالمقود. الذي يليق بالانسان العاقل والذي يمنع من استخدام العقل في افعال. الشر وتلك هي محنة الاذكياء عندما يستخدمون ذكاءهم في افعال الشر ويسخرون علمهم لاختراع ما يهدد حياة الانسان ، رسالة الاسلام ان يسهم في تكوين الشخصية الاسلامية المؤتمنة علي الحياة. والتي تقاوم الشر في النفوس والظلم في الحقوق والعدوان في العلاقات الانسانية ، والاخلاق الناتجة عن إيمان اقوي رسوخا من الاخلاقيات الموهومة التي تبرر الحروب العدوانية والطبقيات الاجتماعية والاحتكارات. المالية. والاتجار بالانسان عن طريق استغلال مطالبه الضرورية. ، وتتحمل المؤ سسات العلمية مهمة التصحيح كرسالة اولي لاجل التعريف بالإسلام كما جاء من عند الله تؤدي مهمتها في خدمة الاسلام، وهذا هو الجهاد الحق لاجل التعريف برسالة الاسلام ، ليست مهمة تلك المؤسسات ان تخدم التراث وتكتفي به. كجهد اجيال وتعيد طباعة كتبه والتعريف بأعلامه. ، وانما ان يتجدد ذلك التراث بجهد كل جيل عن طريق الاضافة. اليه لكي يكون مواكبا لعصره ومعبرا عن. تطور الفكر من النقصان نحو الكمال. ، وشرحت هذه الفكرة وعبرت عما كنت أر اه في احد الدروس الحسنية عندما تحدثت عن. منعطفات في مسيرة الثقافة الاسلامية ، وكنتً اعلم ان تحقيق ذلك مهمة شاقة لاجل. احياء دور الاسلام في حياة المجتمعات الاسلامية ، الاسلام كرسالة متجددة لكل الاجيال وليس كتراث. تاريخي يعاد تدريسه كما هو من خلال كتب الاولين ، الفكر الاسلامي فكر حي متجدد علي الدوام ويدعو الي تكوين مجتمع مؤمن بالله ، ويجد الحكمة. فيما خلقه الله ، ويلتزم بما امره الله به من محبة الخير والأعمال الصالحة التي تعبر عن الاستقامة في السلوك واحترام الحياة والانسان في كل حقوقه. ، وتحريم كل موقف او سلوك يعبر عن الفساد في الارض ويسهم في ظلم الاخرين والعدوان عليهم في اَي حق من الحقوق التي اقرها الله لكل عباده. ، كل ما تضمن ظلما وفسادا وعدوانًا من انواع السلوك فهو محرم في نظر الاسلام ، الانسان مؤتمن علي الحياة ومستخلف علي الارض بما امره الله به من محبة . الخير واحترام الحقوق والاستقامة في السلوك ، كل توظيف للدين في غير ما امر الله به هو افتراء علي الله فيما امر به. ، من اراد الدين لدنياه حرمه الله من تلك الدنيا وتسلطت عليه واذلته ، ومن اراد الدين لاجل المال كتب الله عليه الفقر والاذلال ، ومن اراد الدين لاجل السلطة والحكم واستخدمه كوسيلة لما يريد فشل في الوصول الي غايته وضاقت القلوب به ، رسالة الله لاجل الهداية من الضلال لكي تكون الحياة اكثر عدالة وأمنًا وسلاما،

( الزيارات : 492 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *