الانسان مراة للوجود

الانسان مرآة للوجود

 كنت اري الوجود كله في ذلك الانسان الصغير الذى يضم كل هذه المكونات البدنية  والعضوية  والقدرات الغريزية والطاقات العقلية , انه عالم كامل ويخفى كل اسرار الوجود ، انه صورة مصغرة لكل ما في هذا الوجود من التنوع المعجز الذى يدل على عظمة الخالق المبدع ، الانسان هو مرآة لذلك الوجود بكل ما فيه ، وكل عضو في البدن  يؤدي مهمته التي خلق لاجلها ، ولكل عضو استقلاليته  وله وظيفته التي يقوم بها ، ويضم كل عضو رعيته وشعبه من الخلايا التي تتجدد باستمرار لكي تؤدى وظيفتها  وفق قانون الموت والحياة , وتتجدد تلك الخلايا باستمرار للتعبير عن الحباة ولكي تواكب تلك الحياة  ، وكل خلية بلغت شيخوختها  واصبحت عاجزةعن القيام بوظيفتها  لا بد الا ان تموت لكي ياتى بعدها جيل جديد من الخلايا القادرة على امداد البدن بما يحتاجه ، وفِي كل خريف تتساقط الاوراق الصفراء لكي يأتي بعدها من يجدد الحياة فيها للقيام بمهمتها ، ً الحياة سوف تستمر بامر الله وفقا للقانون الالهي الذي قدره الله لكي يحكمً. قبضته علي هذا الكون  كله الذي يعمل كل ما فيه من خلال قانون السببية الذي احكم الله. امره  وقدره تقديرا ولا خروج عنه الا بسبب اراده الله ان يكون ، وقضاء الله سيكون بامر الله  وفقا لما قدره من تلك القوانين الالهية، وتشمل قوانين الطبيعية وقوانين النفس وقوانين الحياة والموت وقوانين القوة والضعف وقوانين السعي في الارض وووسائل الكسب والرزق ، واهمها قانون الصلاح والفساد وهو الذى يجرى التفاضل فيه بما يصلح الحياة. ويجزي صاحبه به ولو بكلمة طيبة ، وكل ما يفسد الحياة لا يحبه الله  , و لا احد خارج قوانين التفاضل في الخير والشر ، ولا يتقرب الي الله بما حرمه علي عباده من المظالم  والعدوان علي الحياة  بظلم وطغيان ، لا احد خارج التكليف والمساءلة عما يفعل ، الانسان مؤتمن علي هذه الحياة ان يحافظ عليها وان يسعي فيها بما يسهم في اصلاحها ، رسالة الله لعباده رسالة هداية الي الطريق المستقيم ، والاسلام  هو خاتم تلك الرسالات. ، وقد حمل الله الانسان  مسؤولية ما بختاره وما يصدر عنه ، وقد زود الله الانسان بالعقل المخاطب بامر الله لكي يكون منارة هداية له يميز به بين الخير والشر، لا احد من خلق الله خارج التكليف ، ومن الشرك بالله ان يدعي اي احد. انه يملك وصفا من اوصاف الله التي تتنافي مع اوصاف العبودية في الخلق والتدبير او العلم بالغيب الذي اختص الله به , وتراث الاجيال الناتج عن جهد العقول وتجارب الايام  هو جهد انساني  يخضع لقانون الخير والشر والصلاح والفساد ، وتراث كل جيل ينسب لمن قام به ، ويحمد بما احسن فيه. ،ويذم بما اساء فيه وافسد ،. اعداء الحياة هم اعداء الله في كل عصر وكل مجتمع ، وطغاة الارض هم الذين يعلون في الارض بغير الحق ويفسدون فيها ، ولا ينسب الي الله مالا يليق به من الدعوة الي الخير ومحبة الكمال ، الذين يحبون الله لا يظلمون  ولا يعتدون ولا يزنون ولا يسرقون ولا يفعلون ما حرمه الله علي عباده ، تعالوا نفهم رسالة الدين في الحياة ان يخرج الانسانية  من الظلمات الي النور ، ومن طريق الضلال الي طريق الهداية ، هذه هي رسالة الله . وهذه هي رسالة الاسلام ، وثقافة الاسلام هي تلك الثقافة التي تغذي القيم الايمانية والروحية في الانسان لكي يجسد. معني التكريم الالهي للانسان ومعني الاستخلاف في الارض .

 

( الزيارات : 423 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *