الانسان والحياة

كلمات مضيئة .. الانسان والحياة

الحياةهي ما يدركه الانسان من تلك الحياة وهو المكلف به والمؤتمن عليه ، مالا يدركه لا يعنيه‏ وهو الاكثر والاهم ، ووعي الانسان بالحياة هي قضية نسبية وتختلف بين فرد واخر ول احد هو اولى من احد فيما يترجح له انه الحق ، ولا يتجاوز وعي الانسان  الانسان نفسه، اداة الوعي. الانساني هو ذلك العقل الذي يملكه الانسان بكل اجهزته التي. يملكها من الحواس الظاهرة والقدرات الباطنية التي تدرك من خلال اثارها والعواطف والمشاعر ،. وتلك الذاكرة التي تضم كل المعارف والتجارب الانسانية وتعيد.صياغتها. بطريقة تصبح مصدرًا للمعرفة الانسانية ، ما يعني الانسان. هو ما. يخص مطالب حياته من الحقوق  وما يحتاج اليه  من كل المعارف والعلوم التي يحتاج اليها ، الانسان مستخلف علي الحياة بما. أكرمه الله به من قدرات. وطاقات لا يملكها غيره من الكائنات الحية واهم ما يملكه هو قدرته على تسخير الطبيعة له عن طريق اكتشاف قوانينها  ،. عالم الحيوان اوسع من عالم الانسان بتنوعه وقدراته الذاتية التى لا يملكها الانسان وهو مزود بقدرات  يعرف بها طريقة للبحث عما يحتاج اليه   ، وعالم النبات اوسع من كل منهما. وهو عالم له خصوصياته وتنوعه , ،ولا بد من الانسجام بين كل تلك العوالم الضرورية لبناء الحياة والتوازن فيما بينها بما يجعل الكل فى خدمة الحياة كمالا وابداعا ، والكل مسخر وموجه من الله لتحقيق الكمال فى الحياة  ، وهناك قوتان تحققان ذلك الكمال والانسجام  ، القوة الاولي غريزية ويملكها الانسان  ,  وهي التي تمكنه من اسباب. حياته., ،ويملكها الحيوان ايضا ,  وهناك القوة العقلية التمييزية التي يتميز بها الانسان عن الحيوان ويتفاضل فيها الانسان عن الانسان , وتبدا ناقصة غير مكتملة وساذجة كما نراها فى الاطفال ثم تنمو وتكبرمع الايام  من خلال التجارب والمعارف ، الحياة هي الوعي بتلك القدرات. في فهم الحياة والانسان ، و الحياة كما يراها صاحبها بسيطة  ومن فهمها على حقيقتها كان سعيدا بها ,  ولا شيئ يهم الانسان الا ما احتاج اليه ومالا يحتاج اليه فهو من اسباب شقائه عندما يكبر انشغاله به ، ولا احد خارج الطبيعة الانسانية ، ما يحتاجه الانسان هو الذي يثير اهتمامه اولا ، وما لا يحتاجه فهو خارج. قدراته ، هناك قوتان للانسان تجعله مستخلفا علي الحياة : الاولي القوة العقلية. التي يتميز بها وهي مقود القوة الغريزية  ومشعلها  , ولكن عندما تتغلب الغريزة من صاحبها تتحكم فى تلك القوة العقلية ويرضخ العقل للاهواء والشهوات والانفعالات ، اما القوة الثانية فهي القوة الروحية. التي تحقق له التوازن في شخصيته بين الخير والشر وتنمى ارادة الخير فيه ، لان القوة الغريزية. الشهوانية تنمي فيه الرغبة الانانية. والطمع. والطغيان والرغبة في الاستحواذ علي حقوق الاخرين ، اما القوة الغريزية الغضبية فانها تنمي فيه الرغبة في الانتقام والعدوان علي كل من يقف في طريقه، مهمة القوة الروحية انها تحقق للانسان ذلك التوازن النفسي ، فيكون اكثر استعدادا للخير وتكبر لديه. مشاعر الرحمة والمحبة. ويكره العدوان والطغيان ، وهذا التوازن في الانسان هو الذي يجعل ذلك الانسان اكثر استقامة ورحمة واقل انانية وقسوة وعدوانا ، عندما تضعف تلك القوة الروحية التي ينميها. الدّين من خلال الايمان بالله والتقرب اليه عن طريق العبادة. والعمل لله. وفي سبيل الله  تنمو لدي ذلك الانسان القوة الغريزية في مظهريها الاول وهو  الشهواني الذي يدفع للطمع والجشع والعدوان علي حقوق كل المستضعفين الذين لا يملكون حولا ولا قوة واغتصاب حقوقهم. المادية واذلالهم ، اما المظهر الثانى فهو القوة الغضبية التي تدفع صاحبها للعنف بكل مظاهره وتبرر له القتل والانتقام. ، ولا تستقيم الحياة الا بذلك التوازن بين قوة الخير وقوة الشر ، وتلك هي رسالة الدين ان يتصدي لذلك الشر في كل مظاهره في الحقوق والسلوك ، ولذلك جاءت الشريعة الالهية لكي. تحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه من امر الحقوق لكي تتحقق العدالة في تلك الحقوق والاستقامة في السلوك ، لقد امر الله بالعدل في الحقوق والاحسان. في السلوك ، كل مجتمع مخاطب بامر الله ان يحترم العدالة في كل النظم الاجتماعية ، هذا حق الله علي عباده الا يتظالموا فيما بينهم وان يتراحموا وان يتكافلوا للدفاع عن الحياة وان يحمل قويهم ضعيفهم وان يتكفل غنيهم بفقيرهم ، ذلك هو الدين وتلك هي رسالته التي يتجدد خطابها في كل عصر بل في كل موقف لكي تتحقق الأغراض المرجوة. ، الدولة هيئة. اعتبارية توافقية مهمتها خدمة مجتمعها ، كل مجتمع يختار نظامه الذي يترجح له انه الأعدل والأصلح ، وهذا هو موقف الدين ، ان تتحقق العدالة. ويمتنع الظلم ، مهمة النظم الاجتماعية بكل أنواعها ان تضبط الحقوق لمنع التجاوز ، الضعيف لا يتجاوز لانه لا يستطيع ذلك ، التجاوز هو ثمرة للشعور بالقوة والطغيان ، كل مفاهيم العدالة يجب ان تتحقق بها العدالة في مجتمعها ، القوانين يجب ان تتجدد باستمرار لكي تواكب تطلع الانسان نحو الكمال والكرامة ، والعدالة يجب ان تشمل كل الحقوق الانسانية بكل اسبابها ، واهمًها العدالة في توزيع المال بحيث يكون المال في خدمة الحياة لكل عباد الله ، ولكل قيمة جهده لاً يتجاوزه وهو الذي يقع توارثه ، وهو ما ارتبط به من المطالَب الضرورية ، الثروات الكبيرة الناتجة عن الاحتكارات والربويات والاستغلالات والامتيازات والاغتصابات لا شرعية لها وتدخل ضمن اموال الفساد التي يجب استردادها ، لا بد من العدالة واحترام التنافس العادل في التكوين والتعليم والكسب والتوظيف ، لا بد من عدالة التنافس لكي تتحقق العدالة ، لا بد مَن تصحيح. مفهوم الحقوق ، ولا بد في الحق من ان يكون عادلا في البداية ومنشئا للحق ، وان يقع الاعتراف به كحق يجب احترامه ، اموال الفساد الناتجة عن اغتصاب الحقوق والاستيلاء علي اموال
الناس بالباطل تسترد. قطعا وهي خارج الحق والشرعية والقانون ، ويجب اخضاع كل تلك الحقوق للرقابة للنأكد من سلامة اكتسابها ، ولا اجد العدالة في معظم الملكيات الكبيرة ، الكسب العادل المشروع لا يمكنه ان يكبر بسرعة ، ويجب ان يُمنع المال من التحكم في مفاهيم العدالة وفي عدالة القانون ، واهم ملامح العدالة في القانون ان يحترم حق الحياة بكل اسبابها لكل عبادالله من غير تجاهل لحق. مستضعف او عاجز ، والمجتمع كله مؤتمن وجوبا دينيا واجتماعيًا ، الحياة حق من الله تعالي لكل عباده ، ولا احد خارج. الرعاية الالهية في كل اسباب الحياة ، هذا هو الاسلام الحق كما امر الله به وكما جاء به رسولنا الكريم ، واهم حق انساني. هو. الشعور. بالكرامة التي لا تستقيم الحياة الا بها ، الخير سيكون وألشر سيكون ، وبه يكون. الانسان مخاطبا. ومتميزا بما يحسن فيه ، ماعليه المجتمع اليوم هو مجتمع محكوم عليه بالانهيار مهما وصل الي. تقدم فى نظمه وافكاره  ، لانه نظام تتحكم فيه الانانية ويفتقد الرحمة والشعور بالتكافل ، انه ينمي العقل وما يقود اليه من الانانية البغيضة والقسوة والطبقية ويضعف الرحمة وكل العواطف الانسانية ، ويجعل الحياة للاقوياء دون الضعفاء ، اَي فضيلة لنظام يتحكم الاقوياء بالثروات والملكيات ويعيش كل الاخرين في فقر وذل يبحثون عن الطعام فلا يجدونه ، هذا مجتمع. محكوم عليه بالفناء لان طغاة الارض سوف يتغالبون فيما بينهم ويتصارعون علي المكاسب والمغانم. ، لا احد منهم سيحمل معه شيئًا ، وعندما يشاء الله فسوف. يسلط الله عليهم كورونا جديدة وما هو اشد منها بأسًا وبطشًا لكي تكون لهم رسالة موقظة  ، لانهم طغوا في الارض وعلوا فيها وأكثروا فيها الفساد ، ان ربك لبالمرصاد لكل المفسدين من طغاة الارض واعداء الانسانية ،من كان من قبل ومن سيكون من بعد من الافراد والمجتمعات والدول , ما احوجنا الى ذلك النداء السماوى الى ذلك الانسان وهو يخاطب كل جيل وكل مجتمع لكي يختار طريق الهدى والرشاد ,  . {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.. [البقرة : 177].

( الزيارات : 978 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *