رحلة الاجيال والبحث عن الكمال

كلمات مضيئة .. رحلة الاجيال والبحث عن الكمال
لا احد هو اولي بالحق من احد ، الوجود واحد بكل ما فيه من التجليات الالهية ومن فيه من الخلق ، وليس متعددًا في حقيقته وهو الذي اراده الله ان يكون كما هو عليه ، وكل واحد. من الخلق يرى صورته علي سطح الماء بالصورة التي هو عليها. ، وكل واحد يصف ما يراه من زاويته ويعبر عما يشعر به ، ولا يكلف اَي احد بغير ما يقدر عليه ، التعدد يخفي تلك الوحدة الوجودية التي تعبر عن عظمة الوجود وكماله ، وأي تعدد ليس بديلًا عن تلك الوحدة ولا يمكن لاي شيئ. مما خلقه الله ان يكون بديلا عن تلك الوحدة الكلية التي. تلغي كل تعدد ، وهو تعدد في الظاهر المادي ، لا احد مع الله خلقا وتدبيرا في اَية وصف  من اوصاف الالوهية ، وكل ما في الوجود هو مجرد صوروخيالات كاحلام نائم  لما في داخل  الانسان وما هو عليه ، العقل والقلب واحد ، ويعملان بطريقة منسجمة ومتكاملة ولا ينفصل احدهما عن الاخر وقد يتغالبان  ، هناك. من يتغلب عليه. المعيار المادي وتتحكم فيه. القوة الغريزية فيري الوجود من خلال ذلك المعيار ، وهناك من يتغلب عليه المعيار الروحي فيري الاشياء التي أمامه من خلال ذاته العلوية المتطلعة الي الله  ، لا احد اولي بالحق من احد الا بجهد محمود ، كل واحد يري صورته. في الماء كما هو عليه ، من تعلق بالله رأي الله في كل شيئ من آثاره في خلقه ، صاحب هذه الرؤية يشعر بالسكون الداخلي لانه يرى الحكمة في. كل ما يراه أمامه في الوجود ، فلا يضيق بشيئ ولا يكره احدا ويلتمس العذر لكل الاخرين ، الانسان مخاطب من الله تعالي ، وهو الذي يتلقي عن الله ما خوطب به ويفهمه بالأداة التي خلقه الله بها ، الخطاب الالهي واحد  والمخاطب به متعدد ومتجدد ، ما يترجح له انه المراد فهو المراد بالنسبة له ، ولذلك كانت التعددية ، كل الانسانية واحدة وان تعددت كمالا ، ولامبرر للتباعد والتنافر ، رسالة. الانبياء. هي الهداية من الضلال ، لتحقيق امرين. هما. الايمان بالله وحده ، وبيان اصول الحقوق لمنع الاختلاف ، ما كان من الله فيجب العمل به ، وما كان من جهد العقول فهو خاص بكل مجتمع ان. يبحث فيه عما فهمه من تلك الاصول ، ولذلك تعددت المذاهب والطوائف والمدارس ، والكل باحث عن الحق ، والكل متأثر بما هو فيه وما نشأعليه مما يجد فيه الكمال الذي يجد فيه  ، لا احد خارج مملكة الله وخارج رحمته بكل عباده ، ولا احد اقرب الي الله من احد الا بعمله الصالح الذي يحبه الله ، والخطاب الالهي الذي جاء به رسل الله متجدد ، وموجه لكل جيل ولكل فرد ، ولا احد خارج التكليف ، وكلما اتسع الفهم عن الله اتسعت الرؤية وكانت الرحمة بالعباد، فليس في الوجود الا الله ، وهو الذي يوجه. القلوب ويقبضها ، من فهم عن الله. كان قريبا من كل الاخرين محبة ورحمة ، ومن غفل عن الله ضاق صدره. بكل الاخرين المخالفين له ، لا احد من عباد الله خارج ارادته فيما يفعل ، ولا تكتمل المملكة الالهية الا بكل من فيها من الخلق وما فيها مما سخره الله لاجل كمال الحياة ، ليس هناك عقل وقلب يتغالبان ، وانما هناك قوة واحدة من النور الالهي توجه صاحبها نحو ما اراده الله منه ، اداة فهم. الشريعة الالهية هو ذلك الانسان المخاطب بها ، ومن غيب ذلك الانسان وعطل ما يملكه من أدوات الفهم فلن يتمكن من فهم ما خوطب به من ربه ، لا خطاب بغير مخاطب به وهو المعني بفهمه وهو المؤتمن عليه ، في عصر التخلف والجهل يتم تعطيل الخطاب ويستغني عنه بتقليد كل جيل لمن سبقه ، فيصبح من تقلده هو. المرجع الذى تعتمد عليه  لفهم الحق. ، وتلك هي محنة. التخلف عندما يستغني العقول عن الاصول بالفروع ، وتكون القداسة لتلك الاجيال بدلا. من القداسة لما جاء من عند الله ، لا بد. من تركيز الاهتمام علي النص الالهي والبيان النبوي ، ثم يتحمل كل مخاطب مسؤولية ما خوطب به ان يعمل صالحا ، ولا حدود لمفهوم العمل الصالح ،انه مفهوم متجدد علي الدوام وهو الذي يمثل الخير المطلق الذي تتحقق به مصالح العباد من غير ظلم او تجاوز او عدوان في الحقوق والسلوك ، كل جيل مخاطب ومؤتمن علي عصره. وان. يضبط تلك الحقوق عن طريق القانون بما يراه ذلك المجتمع انه يحقق العدالة التي امر الله بها ، تلك مسؤولية كل مجتمع ان يتحمل المسؤولية ، لا إلغاء لذلك المخاطب بما يملكه من أدوات الفهم ، لا اجد فيما عليه المناهج التعليمية السائدة انه الطريق الصحيح. ، انها مناهج تكرس ‏ منهجية التقليد كمنهج فكري لإعادة انتاج التاريخ كما كان عليه ، بكل رموزه. وافكاره ،. لا ينبغي ان تشغلنا قضايا الاجيال السابقة التي ارتبطت باسبابها وزمانها ، عندما نعيد إحياءها من جديد نبتعد عن الواقع وننعزل عنه ونعطل دور العقل في فهم ما خوطب به ، توارث الماضي ليس فضيلة ، لانه يعطل دور العقل ، لا اجد التجديد فيمن. يرتدون ثوب الدفاع عن التراث  وينظرون بقداسة  الى رموز الماضي. من الأعلام  وكأن الدفاع عنهم هي المهمة التى تغني عن الاضافة الى ذلك التراث بجهد متجدد ، ويتجاهلون ان لكل مجتمع قضاياه ، مسؤولية كل جيل ان يفتح باب التأمل فى كل جهد ادى مهمته فى عصره . مسؤولية كل جيل  ان يعيش عصره  وان يبحث بجهده  عما يراه صوابا ، السنا نملك نفس القدرات العقلية ونفس الحقوق التي كان يملكها من كان قبلنا من الاجيال ، لقد خاض كل جيل البحر الذي رَآه أمامه في رحلة الحياة ، ولاً خيار له الا ان يفعل ، الرحلة مستمرة  وهي رحلة الاجيال  المتعاقبة  , ومن توقف خوفا من الابحار فسوف ينتظر طويلا علي الشاطئ الآمن ولن يغادر مكانه ابدا ..

( الزيارات : 603 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *